غناء من أجل غزة في بلجيكا
عبّر أكثر من فنان في بلجيكا عن تضامنه مع الفلسطينيين في وجه حرب اإلبادة اإلسرائيلية المتواصلة منذ أشهر
«أوافــقــكــم الـــــرأي، فلسطني حــــرة، وأنــتــم يا رفـــاق شجعان ألنـكـم أتيتم إلــى هـنـا»، هذا ما قالته املغنية البلجيكية لـورا تيسورو، وهـــــي تــــلــــوح بــالــعــلــم الــفــلــســطــيــنــي، خـــالل أداء فـقـرتـهـا الـغـنـائـيـة فــي مـديـنـة ميخلني (مـقـاطـعـة أنــتــويــرب البلجيكية)، فــي حفل مـوسـيـقـي أقــيــم عـلـى شـــرف تــولــي بلجيكا رئاسة مجلس االتحاد األوروبي. وخالل الحفل الذي حضره اآلالف، رفع عدد من الحاضرين العلم الفلسطيني، هاتفني: «فلسطني حـــرة»، فما كــان مــن تـيـسـورو إال أن طـلـبـت الــعــلــم، وكـــــررت الـــشـــعـــارات الـتـي كـــــان يــــرددهــــا الــــحــــاضــــرون. وخــــــالل ثـــــوان قــلــيــلــة، قـــطـــع بــــث الــحــفــل عـــن الــــهــــواء. لكن هـــذه الــخــطــوة لــم تــمــر عـلـى خــيــر، إذ صعد عمدة ميخلني، بارت سومرز، على املسرح، مخاطبا الناشطني الداعمني للفلسطينيني، وقـــائـــال إن للجميع الــحــق فــي التعبير عن آرائهم، لكن يجب عليهم احترام الحاضرين اآلخرين. أما تيسورو، فقالت بعد الحفلة، فــي ظــل مـوجـة انــتــقــادات وتـحـريـض عليها إنـهـا لـم تستطع «الـتـظـاهـر، وكـــأن شيئا لم يحدث، فاملظاهرات تطالب بحقوق االنسان وحــــيــــاة الـــبـــشـــر، وأنــــــا أريــــــد لـــكـــل الـــحـــروب واإلبـــادة الجماعية أن تتوقف». منذ بداية حرب اإلبادة اإلسرائيلية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين األول املاضي، تميزت بلجيكا عن باقي دول غرب أوروبـا بـــمـــوقـــف أكـــثـــر تـــقـــدمـــا نــســبــيــا. إذ امـــتـــألت الساحات وامليادين البلجيكية باملظاهرات والفعاليات ال ّرافضة لحرب اإلبادة واملطالبة بمحاسبة إسرائيل. وشــارك عـدد كبير من الـــفـــنـــانـــني والـــشـــخـــصـــيـــات الـــعـــامـــة فــــي هـــذا الــحــراك، وتشكلت مجموعات مـن الفنانني الداعمني للقضية الفلسطينية والرافضني لحرب اإلبادة. وعملت هذه املجموعات على تـنـظـيـم الــفــعــالــيــات املـخـتـلـفـة مـــع مـنـظـمـات املـــجـــتـــمـــع املـــــدنـــــي مــــن أجــــــل الـــضـــغـــط عـلـى الـحـكـومـة البلجيكية واالتـــحـــاد االوروبــــي. مـــــن ضـــمـــن هــــــذه املــــجــــمــــوعــــات: مــجــمــوعــة «فنانون من أجل فلسطني» الذين ينشطون فــي بلجيكا، وقـــد اهــتــم أعـضـاؤهـا بالعمل امليداني من خالل الرسومات والبوسترات واألعــــمــــال الــفــنــيــة املـخـتـلـفـة. أمــــا مجموعة «فـــنـــانـــون مـــن أجـــل غــــزة» الــتــي ظــهــرت بعد انـــــــدالع الـــــعـــــدوان عـــلـــى غــــــزة، فـــتـــتـــألـــف مـن موسيقيني وعازفني من مختلف الجنسيات: فـرنـسـا، وإيــطــالــيــا، وبـلـجـيـكـا، وفـلـسـطـني... نهاية شهر يناير/ كانون الثاني املاضي، نـظـمـت مجموعة «فــنــانــون مــن أجـــل غـــزة»، حفلة في كنيسة واتـرلـو في بلجيكا ذهب ريـــعـــهـــا ملـــؤســـســـة الــــتــــعــــاون فــــي فــلــســطــني. وتـــقـــول مـغـنـيـة األوبـــــــرا، ســـــارة بـــركـــات، إن تــنــظــيــم أي فــعــالــيــة مـــن أجــــل غــــزة لـــم يكن أمـــرًا سـهـال، «ألن مـؤسـسـات كثيرة ترفض التعامل معك وأحيانا تجد صعوبات في التمويل». أما الفنانة غالية بنت علي، التي غنت في واحدة من التظاهرات املركزية في بروكسل أغنية «وغاضبا عليك» إلبراهيم نصر الله، أمام ثمانني ألف متحدث، فقالت إن «الـــوصـــل الحقيقي بالنسبة إلـيـهـا هو بني أهل غزة ومعاناتهم وإيصال صوتهم... إن طـاقـتـهـم تـصـل إلــــي ألغــنــي بـصـوتـهـم». أمــــا املــوســيــقــي الـشـهـيـر فـــريـــدريـــك ســيــون، فتحدث أمــام املتظاهرين فـي مدينة غنت، عن التحديات التي تقف أمام كل مناصري القضية الفلسطينية، وحالة االقصاء التي تالحق الفنان عندما يقول الحقيقة.