المقاومة ترفض المقترح اإلسرائيلي
أي قوة عربية أو دولية بغزة ستكون احتالًال
أعـــــــــادت حـــركـــتـــا حــــمــــاس والـــجـــهـــاد اإلســـــــامـــــــي الــــتــــذكــــيــــر بـــالـــخـــطـــوط الـــحـــمـــراء الـــتـــي تــتــيــح الـــتـــوصـــل إلــى أي اتفاق بشأن الهدنة في قطاع غزة وتبادل األســــــــــرى، وأبــــــرزهــــــا وقــــــف الــــــعــــــدوان تـــمـــامـــا، وانسحاب االحتال بشكل كامل من كل قطاع غزة، وحرية عودة النازحني إلى شمال القطاع، فيما برز تحذير فصائل املقاومة الفلسطينية، تــتــقــدمــهــا حــركــتــا حـــمـــاس والـــجـــهـــاد، لــلــدول العربية من التماهي مع مخططات االحتال وإرسـال أي قـوات، سواء عربية أو دولية، إلى القطاع بأي ذريعة، مشيرة إلى أنها ستعتبر «قـــــوة احــتــالــيــة». وجـــــاءت هــــذه املـــواقـــف من املــــقــــاومــــة عـــلـــى وقــــــع اســــتــــمــــرار االتـــــصـــــاالت الـخـاصـة بـاملـفـاوضـات مـع تـوقـع وصـــول وفد إسرائيلي إلى مصر اليوم األحد الستئنافها بـعـد يـــوم مــن مـوافـقـة رئــيــس وزراء االحــتــال بـنـيـامـني نـتـنـيـاهـو عــلــى إرســـــال وفـــديـــن إلــى الـــقـــاهـــرة والــــدوحــــة بــالــتــزامــن مـــع تـسـريـبـات بشأن العمل على متقرح تفاوضي جديد يلبي شــــروط االحـــتـــال ومـــع تــســريــبــات أخــــرى عن دفـع مسؤولي االحتال ملشروع إرســال قوات متعددة الجنسيات، بما في ذلك قوات عربية، إلى القطاع تحت إشراف أميركي. وأكــــدت حـركـتـا حــمــاس والــجــهــاد اإلســامــي، في بيان مساء أمس األول الجمعة، أن نجاح أي مـــفـــاوضـــات غــيــر مـــبـــاشـــرة مـــع االحـــتـــال اإلسرائيلي يعتمد على 4 محددات أساسية، ضمنها عودة النازحني إلى شمال قطاع غزة. جــاء ذلــك خــال لقاء عقده وفــد مـن «حماس» برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، مع وفـد من «الجهاد» برئاسة أمينها الــعــام زيـــاد الـنـخـالـة، فــي العاصمة اإليـرانـيـة طـهـران. وقـالـت حركة حـمـاس، فـي بيان على حـــســـابـــهـــا بــمــنــصــة تـــلـــيـــغـــرام، إن املــــحــــددات األربـــعـــة هـــي «وقـــــف الــــعــــدوان (اإلســـرائـــيـــلـــي) بشكل شامل، وانسحاب االحتال بشكل كامل مـــن كـــل قــطــاع غــــزة، وحـــريـــة عــــودة الــنــازحــني (إلـــــى شـــمـــال الـــقـــطـــاع)، وإدخـــــــال املـــســـاعـــدات واحـــتـــيـــاجـــات شـعـبـنـا وأهــلــنــا فـــي الــقــطــاع»، ضمن صفقة تـبـادل لـأسـرى فـي غـــزة. وجـاء البيان املشترك بعد ساعات من موافقة رئيس الحكومة اإلسرائيلية بنيامني نتنياهو على إرسال وفدين إلى الدوحة والقاهرة للتفاوض حول وقف إطـاق النار وتبادل األســرى، بعد أن قــامــت أمــيــركــا، عـلـى مــا يــبــدو، بـتـقـديـم ما يـشـبـه جــائــزة الـتـرضـيـة لــاحــتــال لـلـوصـول إلــى هــذا األمـــر، مـع إبـــاغ واشـنـطـن تـل أبيب، بحسب التسريبات اإلسرائيلية، بأنها تتفهم موقفها في مفاوضات الهدنة، بشأن رفضها عدم إخاء املمر الذي يقسم القطاع إلى جنوب وشــمــال، وعـــدم السماح للمهجرين بالعودة إلـــى شــمــال الـقـطـاع مــن دون قــيــود. وستقود هـــــذه الــــتــــطــــورات، بــحــســب مــــا يـــتـــســـرب، إلـــى صياغة تصورات إضافية ضمن مقترح جديد يرجح أن يتفاوض عليه خال األيــام املقبلة. كما أكــدت الحركتان، وفـق البيان «رفــض أي مشاريع سياسية أو خطوات من شأنها خلق وقائع جديدة في غزة بعيدة عن إرادة شعبنا ومقاومته». وشددتا على أن «أي خطوة يجب أن تكون نتاجا لإلجماع الوطني الكامل». وفـــي الــســيــاق، أكــــدت لـجـنـة املــتــابــعــة للقوى الوطنية واإلسامية، التي تتضم أبرز فصائل املقاومة الفلسطينية، بما في ذلك «حماس» و«الــجــهــاد» فــي بـيـان مـشـتـرك أمـــس السبت، رفضها للمقترح اإلسرائيلي بـإرسـال قـوات عربية إلدارة الوضع في قطاع غزة. وحذرت «مــن خـطـورة الـتـسـاوق مـع مقترحات كهذه، ألنها تشكل فخا وخديعة صهيونية جديدة، لجر بعض الدول العربية لخدمة مخططاتها ومشروعها بعد فشلها الكبير في امليدان، إذ تسعى مع الـواليـات املتحدة، لالتفاف على
«حماس» و«الجهاد»: 4 محددات لنجاح أي مفاوضات مع إسرائيل
ارتفعت حصيلة العدوان إلى 32705 شهداء 75190و مصابًا
الــهــزيــمــة الـــنـــكـــراء الـــتـــي مـنـيـا بــهــا مـــن خــال االسـتـعـانـة ببعض الــــدول الـعـربـيـة، وبعض أدواتـهـا في املنطقة إلخــراج جيش االحتال مـن املستنقع الكبير الــذي وقــع بـه فـي قطاع غـــــزة». واعــتــبــرت أن «حـــديـــث قــــادة االحــتــال حول تشكيل قوة دولية أو عربية لقطاع غزة وهــم وســراب، وأن أي قـوة تدخل لقطاع غزة مرفوضة وغير مقبولة وهــي قــوة احتالية
وســنــتــعــامــل مــعــهــا وفـــــق هـــــذا الـــتـــوصـــيـــف». وأكـــــدت الــفــصــائــل أن «الــشــعــب الفلسطيني الذي سجل بطوالت نادرة في معركة طوفان األقصى وحالة الصمود الشعبية األسطورية في مواجهة املجازر وحرب اإلبادة التي شنها الــعــدو الـصـهـيـونـي عـلـى الــقــطــاع، قــــادر على اختيار قـيـاداتـه ومؤسساته إلدارة القطاع، والحفاظ سيادته الوطنية. وكما صمد خالل الستة أشـهـر املـاضـيـة، قـــادر على إحـبـاط كل املحاوالت اإلسرائيلية األميركية وأدواتهما فـــي املـنـطـقـة والـــتـــي تـــحـــاول الــنــيــل مـــن إرادة شعبنا واسـتـقـاللـيـة قــــراره وســـيـــادتـــه». كما كـان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أكد أول من أمس ضرورة «سرعة االنسحاب اإلســرائــيــلــي الــكــامــل مـــن قــطــاع غــــزة، ووقـــف جميع األعمال األحادية في الضفة والقدس، وتسلم دولة فلسطني مهامها في غزة كما هو في الضفة». ومــســاء أول مــن أمــــس، زعـــم إعــــالم إسـرائـيـلـي أن وزيـــــر الــــدفــــاع يـــــوآف غـــاالنـــت أبـــلـــغ رئـيـس الـــــوزراء بنيامني نتنياهو، بــــ«حـــدوث تـقـدم» في املحادثات مع أميركا بشأن مقترح لنشر قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة. وذكرت الـــقـــنـــاة الـــــــــ«21» الــعــبــريــة أن غـــاالنـــت «أجــــرى محادثات مع مسؤولني أميركيني خالل زيارته إلــــى واشــنــطــن قــبــل أيــــــام، بــشــأن تـشـكـيـل قــوة متعددة الجنسيات وإدخالها إلى غزة لتكون
مسؤولة عـن أمــن املنطقة وإدخـــال املساعدات اإلنسانية وتنظيم توزيعها». وأشـارت القناة إلـــى أن هـــذه املـــحـــادثـــات أســـفـــرت عـــن «حـــدوث تقدم»، الفتة إلى أن «عناصر تلك القوة ستكون مــــن 3 دول عــــربــــيــــة»، مــــن دون أن تـسـمـيـهـا. وأضــافــت أن مـن غير املـؤكـد حتى اآلن مـا إذا كانت هذه القوة ستضم جنودًا أميركيني من عدمه. غير أن موقع أكسيوس األميركي نقل عن مسؤول في دولة عربية شملها مقترح غاالنت قوله إن الدول العربية ليست مستعدة إلرسال قـــوات لتأمني شاحنات املـسـاعـدات، لكنها قد تفكر في إرسال قوات لحفظ السالم بعد انتهاء الحرب اإلسرائيلية على القطاع. بــمــوازاة ذلـــك، حـضـرت تــطــورات الــعــدوان في غـــزة فــي الـلـقـاء الـثـالثـي الـفـرنـسـي واملــصــري واألردني في القاهرة. وأعلن وزير الخارجية املـصـري سامح شـكـري، فـي مؤتمر صحافي مشترك مـع نظيريه األردنـــي أيـمـن الصفدي والــفــرنــســي سـتـيـفـان ســيــجــورنــيــه أمــــس، أن االجتماع الــوزاري «أكـد ضـرورة وقف إطالق الـنـار بـغـزة». وأضـــاف: «أكـدنـا رفــض تهجير الفلسطينيني من أراضيهم، وبحثنا خطورة تـنـفـيـذ أي عـمـلـيـة عـسـكـريـة فـــي مــديــنــة رفــح الـفـلـسـطـيـنـيـة املــكــتــظــة بـــاملـــدنـــيـــني». وطــالــب الصفدي، من جهته، بتدخل املجتمع الدولي لــــ«وقـــف الــجــنــون اإلســرائــيــلــي فــي اسـتـخـدام ســـالح الـتـجـويـع ضــد الفلسطينيني بقطاع غزة»، مؤكدًا أنه من املمكن التعامل مع املجاعة فــــي الـــقـــطـــاع خـــــالل وقـــــت قــصــيــر إذا فـتـحـت إسـرائـيـل املـعـابـر الـبـريـة لـدخـول املـسـاعـدات. وقـــــال وزيـــــر الـــخـــارجـــيـــة الـــفـــرنـــســـي: «اتـفـقـنـا على العمل معًا من أجل تحقيق وقف فوري إلطالق النار في غزة»، مضيفًا: «نحن ضد أي عمل عسكري في مدينة رفـح الفلسطينية»، مشيرًا إلـى أن فرنسا قدمت كذلك اقتراحات لحل األزمة بني إسرائيل ولبنان. في هذه األثناء، قال مصدران لوكالة رويترز، أمس السبت، إن الواليات املتحدة أجازت في األيام القليلة املاضية إرسال قذائف وطائرات مـقـاتـلـة بــمــلــيــارات الـــــــدوالرات إلـــى إســرائــيــل، عــلــى الـــرغـــم مـــن إعـــــالن واشـــنـــطـــن مــخــاوفــهــا مــــن هــــجــــوم إســـرائـــيـــلـــي مـــتـــوقـــع عـــلـــى رفــــح. وذكــــر املـــصـــدران فــي تـأكـيـد لـتـقـريـر صحيفة واشـنـطـن بـوسـت أن حــزم األسـلـحـة الجديدة تــشــمــل قــــذائــــف ضـــخـــمـــة. وكــــانــــت «واشـــنـــطـــن
بوست» قد ذكــرت، أول من أمـس الجمعة، إن إدارة الـرئـيـس األمــيــركــي جــو بــايــدن وافــقــت، خـــالل األيــــام األخـــيـــرة، عـلـى تــزويــد االحــتــالل اإلسرائيلي بقنابل ومقاتالت جوية قيمتها مليارات الدوالرات. على األرض في قطاع غزة، تواصلت املجازر اإلسرائيلية لليوم الـ671، إذ شن طيران االحتالل الحربي حزامًا ناريًا في خزاعة، شرقّي خانيونس، جنوبّي قطاع غزة. وأفــــادت وســائــل إعـــالم فلسطينية أن جيش االحــــتــــالل نــســف مــبــانــي سـكـنـيـة فـــي محيط مستشفى ناصر بخانيونس جنوبي قطاع غـزة. وأعلنت بلديات املحافظة الوسطى في قطاع غزة، في بيان أمس السبت، أن االحتالل دمر مقري بلديتي البريج والزوايدة بالكامل. وفيما وصلت 5 شاحنات تحمل مواد إغاثية إلـى مخيم جباليا شمالي قطاع غــزة، بينها شاحنة تحمل ألول مرة دجاجًا مجمدًا نقلت إلـــى مــخــازن وكــالــة غـــوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني (أونروا) في املخيم، ذكر الهالل األحمر الفلسطيني أن 5 أشخاص استشهدوا وأصــيــب الــعــشــرات جــــراء إطــــالق نـــار وتــدافــع أثناء توزيع مساعدات، فجر أمس السبت، في شمال قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، أن االحــتــالل ارتــكــب 8 مــجــازر ضــد الـعـائـالت، أدت إلــــــى ســــقــــوط 82 شـــهـــيـــدًا و89 مــصــابــًا خالل الــ42 ساعة املاضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الـعـدوان إلـى 32705 شهداء 75190و مصابًا. وأكـــدت أن عــددًا مـن الضحايا مـا زال تحت الركام وفي الطرقات، ال تستطيع طواقم اإلسعاف والدفاع املدني الوصول إليهم. وقال املدير العام ملنظمة الصحة العاملية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة إكس أمس السبت إن نحو تسعة آالف مـريـض فــي غزة يتعني إجالؤهم على نحو عاجل لتلقي العالج إذ لم يعد هناك في القطاع الفلسطيني سوى عشرة مستشفيات تعمل بالحد األدنى. وكتب: «مــــع عــشــرة مـسـتـشـفـيـات فــقــط تـعـمـل بالحد األدنـــى فـي مجمل غـــزة، ال يـــزال آالف املرضى مــــحــــرومــــني مــــن الــــرعــــايــــة الـــصـــحـــيـــة». وقــبــل الــعــدوان كــان هناك 36 مستشفى، وفــق أرقــام منظمة الصحة العاملية. وشدد تيدروس على أن «نحو تسعة آالف مريض يتعني إجالؤهم على نحو عاجل إلــى الــخــارج لالستفادة من خــــدمــــات صــحــيــة حـــيـــويـــة، خـــصـــوصـــًا عـــالج الـــســـرطـــان والــــجــــروح الــنــاجــمــة عـــن عـمـلـيـات القصف وغسيل الكلى وغيرها من األمــراض املزمنة». والعدد أعلى بألف مما كان عليه في التعداد السابق الــذي أجرته منظمة الصحة العاملية مطلع مارس/آذار الحالي. إلـــى ذلــــك، أعــلــنــت «ســـرايـــا الـــقـــدس» الـجـنـاح الــعــســكــري لــحــركــة الـــجـــهـــاد اإلســــالمــــي، في بــــيــــانــــات، أنــــهــــا قـــصـــفـــت بــــقــــذائــــف الــــهــــاون تـمـوضـعـًا لــجــنــود وآلـــيـــات االحـــتـــالل شـمـال شـــرق خـانـيـونـس. وقــالــت «كـتـائـب الـقـسـام» الــــجــــنــــاح الــــعــــســــكــــري لــــحــــركــــة حـــــمـــــاس، إن مقاتليها أكـــــدوا، بـعـد عــودتــهــم مــن خطوط الــقــتــال، اســتــهــداف دبـــابـــة لـجـيـش االحــتــالل من نوع «ميركافا» بعبوة «شــواظ»، وإيقاع طـــاقـــمـــهـــا بـــــني قـــتـــيـــل وجــــــريــــــح، وهـــــبـــــوط 3 مروحيات إلخالئهم في منطقة وسط البلد بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.