Al Araby Al Jadeed

«آي بي تي» واألعمال «الخبيثة»

-

فـــي حـمـلـة مـنـسـقـة تــأتــي فـــي إطـــار حــــــرب االتــــهـ­ـــامــــا­ت (والــــعــ­ــقــــوبـ­ـــات) املتواصلة بني الصني وخصومها الغربيني، أطلقت بريطانيا والواليات املتحدة ونـيـوزيـل­ـنـدا، خــالل الـيـومـني املـاضـيـن­ي، دفعة جــديــدة مــن االتــهــا­مــات املــوجــه­ــة إلـــى الـصـني، واملـرتـبـ­طـة بحسب روايــتــه­ــا بعملية قرصنة امتدت لسنوات، مطلقة بالتوازي دفعة جديدة من العقوبات في حق أفراد صينيني. وربطت لندن حملة التجسس الصينية، باالنتخابا­ت الـبـريـطـ­انـيـة (املــــقــ­ــررة مـطـلـع الـــعـــا­م املــقــبـ­ـل أو نهاية العام الحالي). وبينما تغطي االتهامات الـــبـــر­يـــطـــان­ـــيـــة والـــنـــ­يـــوزيـــ­لـــنـــدي­ـــة لــــ «الـــقـــر­صـــنـــة الـــصـــي­ـــنـــيــ­ـة» فــــتــــ­رة تــــعــــ­ود إلــــــى ،2021 قـــالـــت واشنطن إن حملة القرصنة الصينية استمرت ألكثر من عقد. وإذ تبادل طرفا املواجهة مجددًا االتـهـامـ­ات بالقيام بـأعـمـال «خـبـيـثـة»، يدخل هـــذا الــتــوتـ­ـر مــــرة أخــــرى فــي ســيــاق الـتـوجـس املـــتـــ­بـــادل بـــني الـــصـــن­ي مـــن جـــهـــة، وخـصـومـهـ­ا من جهة أخـــرى، والضغوط الغربية الحتواء املنافسة الصينية من جهة أخرى. وكشفت بريطانيا والواليات املتحدة أول من أمـــس، عــن «أعــمــال قـرصـنـة صينية خبيثة» مـرتـبـطـة بـالـتـجـس­ـس. وفـــي الــســيــ­اق، اتهمت وزارة العدل األميركية 7 مواطنني صينيني بالوقوف وراء ما اعتبرتها «عملية قرصنة عــاملــيـ­ـة واســـعـــ­ة الــنــطــ­اق» اســتــمــ­رت 14 عـامـًا تــهــدف إلـــى مـسـاعـدة الــصــني فــي «التجسس االقتصادي وأهداف االستخبارا­ت األجنبية». وقـــالـــ­ت نــائــبــ­ة املـــدعــ­ـي الـــعـــا­م األمـــيــ­ـركـــي لـيـزا مـــونـــا­كـــو، إن الـحـمـلـة تـضـمـنـت إرســـــال أكـثـر مـــن 10 آالف رســـالـــ­ة إلــكــتــ­رونــيــة اسـتـهـدفـ­ت شـــــركــ­ـــات أمـــيـــر­كـــيـــة وأجـــنـــ­بـــيـــة وســـيـــا­ســـيـــني ومــرشــحـ­ـني ملــنــاصـ­ـب مـنـتـخـبـ­ة وصـحـافـيـ­ني.

وأوضـــحــ­ـت أن وحــــدة يـطـلـق عليها «إيــــه بي تـي »31 تقف وراء الهجمات التي اعتبرتها «بــرنــامـ­ـج تجسس سـيـبـرانـ­يـًا» تــديــره وزارة أمـــــن الــــدولـ­ـــة الــصــيــ­نــيــة مــــن مـــديـــن­ـــة ووهــــــا­ن. وقالت وزارة العدل األميركية إن املقرصنني راقــبــوا بعض الـحـسـابـ­ات «لــســنــو­ات». وبعد ساعات من صـدور االتـهـام، أعلنت الحكومة الـبـريـطـ­انـيـة أنـــه مـنـذ عـــام ،2021 استهدفت مــــجــــ­مــــوعـــ­ـة «إيــــــــ­ــه بــــــي تــــــي »31 حــــســــ­ابــــات برملانيني بريطانيني. ومع ترقب االنتخابات التشريعية في بريطانيا، أوضح نائب رئيس الـــــــو­زراء أولــيــفـ­ـر داودن، أن «كــيــانــًا مرتبطًا بــالــحــ­كــومــة الــصــيــ­نــيــة» قـــد يـــكـــون «اخـــتـــر­ق» اللجنة االنتخابية البريطانية، لكنه طمأن إلــــى أن هــــذه الـحـمـلـة أحــبــطــ­ت بــعــدمــ­ا كـانـت تشكل «تـهـديـدًا حقيقيًا وخـطـيـرًا». وفرضت السلطات البريطانية عقوبات على شخصني وشركة على صلة بـ «إيه بي تي .»31 وأمـــــــ­ــس انــــضـــ­ـمــــت نــــيــــ­وزيــــلــ­ــنــــدا إلــــــــ­ى حــمــلــة االتهامات. وكشفت وزيرة حماية االتصاالت فــي الـحـكـومـ­ة، جــوديــث كـولـيـنـز، أن قراصنة إلـكـتـرون­ـيـني مـرتـبـطـن­ي بـالـحـكـو­مـة الصينية أطـــلـــق­ـــوا عــمــلــي­ــة بـــرعـــا­يـــة الــــدولـ­ـــة الــصــيــ­نــيــة، استهدفت البرملان النيوزيلند­ي في عام .2021 وأضافت أن «استخدام عمليات التجسس عبر اإلنترنت للتدخل في املؤسسات والعمليات الديمقراطي­ة أمــر غير مـقـبـول»، الفتة إلــى أن تـقـيـيـمـًا لـلـمـركـز الــوطــنـ­ـي لــألمــن الـسـيـبـر­انـي نــســب هــــذا الــنــشــ­اط إلــــى «مــجــمــو­عــة تـرعـاهـا الحكومة الصينية تـعـرف بـاسـم إيــه بــي تي ،»40 لــكــن كــولــيــ­نــز أوضـــحـــ­ت أن بـــالدهــ­ـا لن تفرض عقوبات على الصني، ألنه ليس لديها قـانـون يسمح بـذلـك، وال تـوجـد خطط لطرح تـشـريـع فــي الــبــرمل­ــان. وقــــال وزيــــر الـخـارجـي­ـة

فرضت وزارتا العدل والخزانة األميركيتا­ن، عقوبات على مجموعة «آي بي تي »31 للقراصنة الصينيين، وهي بحسب الخزانة األميركية اختصار لـ«مجموعة التهديد المستمر الـمـتـقـّدم»، وعــبــارة عــن ضبّاط استخباريين ومقرصنين متعاقدين وموظفي خـدمـات، منخرطين في عمليات إلكترونية «خبيثة». و«آي بي تي» تعريف تقني عام، لمجموعات أو فاعلين في مجال أنشطة السايبر، غالبًا ما يكونون مدعومين من الدولة، وينخرطون في أنشطة سيبرانية خبيثة. النيوزيلند­ي وينستون بـيـتـرز، إن مخاوف بـالده نقلت إلى السفير الصيني وانـغ شياو لــــونـــ­ـغ، عــلــمــًا أن بـــيـــتـ­ــرز كـــــان الـــتـــق­ـــى نــظــيــر­ه الصيني وانـغ يي األسبوع املاضي، ووصف الــعــالق­ــة بـــني بـلـديـهـم­ـا بـــ «املــهــمـ­ـة واملـــعــ­ـقـــدة»، موضحًا أن موقف نيوزيلندا «راسخ في أننا سنتحدث علنًا عـن القضايا املثيرة للقلق». وأمـــــــ­س، أقــــــر رئـــيـــس الــــــــ­ـوزراء الــنــيــ­وزيــلــنـ­ـدي كـــريـــس­ـــتـــوفـ­ــر الكـــــسـ­ــــون (يــــمــــ­ني وســــــــ­ـط)، بـــأن تحميل الصني، أكبر شركاء بالده التجاريني،

مسؤولية الهجوم «خـطـوة كـبـيـرة»، علمًا أن نيوزيلندا تظل من أكبر املدافعني عن الصني في الغرب. ونددت أستراليا بكل هذه األنشطة التي تحدث عنها حلفاؤها. وفــي الـسـنـوات القليلة املـاضـيـة، أبـــدت الــدول الـغـربـيـ­ة اســتــعــ­دادًا مــتــزايـ­ـدًا لـكـشـف هجمات ســيــبــر­انــيــة تـصـفـهـا بـــ«الــخــبــ­يــثــة»، وتـوجـيـه أصـــــابـ­ــــع االتــــــ­هــــــام إلـــــــى حــــكــــ­ومــــات أجـــنـــب­ـــيـــة، خصوصًا الصني وروسيا وكوريا الشمالية وإيــــران. لكن الـصـني ردت أمــس بغضب على االتـــهــ­ـامـــات الـــجـــد­يـــدة، وأصـــــــ­درت ســفــارات­ــهــا فـــي لـــنـــدن وويــلــنـ­ـغــتــون وواشـــنــ­ـطـــن بــيــانــ­ات اســـتـــن­ـــكـــار. وفـــــي هـــــذا الـــســـي­ـــاق، أكــــــدت بــكــني، أنها أبلغت واشنطن احتجاجها «الشديد»، واتهم املتحدث باسم خارجيتها، لني جيان، واشـنـطـن بالعمل عـلـى «تضخيم مــا يسمى بــهــجــم­ــات إلــكــتــ­رونــيــة صــيــنــي­ــة»، مـضـيـفـًا أن بكني «احتجت بشدة لـدى األطـــراف املعنية». بدورها، قالت السفارة الصينية في لندن إن «تهويل اململكة املتحدة بما يسمى هجمات

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar