مؤشرات إلى تأجيل اجتياح رفح لما بعد الفطر
قــــــال مــــصــــدر مــــصــــري خــــــــاص، لــــ «الـــعـــربـــي الجديد»، إن القاهرة تلقت معلومات عن نية االحتالل اإلسرائيلي تأجيل اجتياح مدينة رفـــح الفلسطينية إلـــى مـــا بـعـد عـيـد الفطر (فــــي األســـبـــوع الــثــانــي مـــن إبـــريـــل/ نـيـسـان املــقــبــل). وأضــــاف أنـــه «عــلــى الــرغــم مــن عـدم تحديد حكومة االحتالل موعد عملية رفح العسكرية املرتقبة، إال أن الجانب املصري تلقى رسـائـل بأنها لـن تحصل قبل انتهاء شهر رمـضـان وعـيـد الـفـطـر». ولـفـت املصدر إلـــــى أن «االتـــــصـــــال األمــــنــــي بــــن الــجــانــبــن املــــصــــري واإلســــرائــــيــــلــــي، مـــتـــواصـــل بـشـكـل شبه يومي، لكن الطرف اإلسرائيلي يرفض الـكـشـف عــن نـيـاتـه الحقيقية فــي مــا يخص عملية رفـــح»، مضيفًا أن «الـقـاهـرة حصلت عـلـى طــمــأنــات بــأنــه فــي حـــال تنفيذ عملية عـسـكـريـة فـــي رفــــح، فــإنــهــا ســتــكــون مــحــددة األهداف». وقال املصدر إن «الجانب املصري، يعلم أنه لن يكون هناك وقف إطالق نار دائم فـي قطاع غــزة، ألن إسرائيل لـن تقبل بقرار مـجـلـس األمــــن الـــدولـــي الــــذي يـطـالـب بوقف إطــالق الـنـار، حتى ال تقوم حركة «حماس» بــتــحــســن أوضــــاعــــهــــا املــــيــــدانــــيــــة». وتــــابــــع: «ستؤجل إسرائيل اجتياح مدينة رفـح في الـــوقـــت الـــحـــالـــي، خــصــوصــًا تــحــت الـضـغـط الدولي عليها». وكان وزير الخارجية املصري سامح شكري، قـد أكــد لنظيرته األملـانـيـة، أنالينا بيربوك، أمس األول االثنن في القاهرة، «رفض مصر الـقـاطـع وتحذيرها غير الـقـابـل للتأويل أو الشك، من أية عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية، ملا تنطوي عليه من كارثة إنسانية ستخرج عن السيطرة». مــن جهته حـــذر وزيـــر الـخـارجـيـة األمـيـركـي
أنــتــونــي بـلـيـنـكـن، وزيــــر األمــــن اإلســرائــيــلــي يـــوآف غــاالنــت خـــالل اجـتـمـاع فــي واشنطن أمس األول، من مخاطر اجتياح رفح، مجددًا تــأكــيــد رفــــض بـــــالده ملــثــل عــمــلــيــة عـسـكـريـة واسعة النطاق كهذه. يأتي ذلك بعد أيام من إعـــالن رئـيـس الــــوزراء اإلسـرائـيـلـي بنيامن نــتــنــيــاهــو، األربـــــعـــــاء املــــاضــــي، أن الــجــيــش يستعد للعملية العسكرية البرية في مدينة رفـــــح، لــكــنــه لــفــت إلــــى أن «ذلـــــك سـيـسـتـغـرق بعض الوقت». وتعليقًا عـلـى ذلـــك، يــقــول املـسـاعـد السابق لوزير الخارجية املصري، السفير رخا أحمد حـــســـن، فـــي تــصــريــح لــــ «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد»: «أعــــتــــقــــد أنــــــه رغــــــم تـــصـــريـــحـــات نــتــنــيــاهــو
طالل عوكل: أميركا ال ترى سبيًال غير التوصل إلى صفقة
واملــــســــؤولــــن اإلســـرائـــيـــلـــيـــن اآلخـــــريـــــن عـن ضـــــرورة اجــتــيــاح رفـــح وأهــمــيــتــه، فــإنــه إزاء التحذيرات األميركية واملصرية واألوروبية، بـدأت بــوادر التراجع اإلسرائيلي عن القيام بــعــمــلــيــة االجـــتـــيـــاح اآلن». ويـــلـــفـــت إلـــــى أن «الــتــســريــبــات اإلســرائــيــلــيــة الـــجـــديـــدة الـتـي ظهرت، تشير إلى أن جيش االحتالل لم تعد لـديـه ذخــيــرة كافية لتنفيذ عملية اجتياح رفـــــح، وأنـــــه يــتــعــن عــلــيــه تــجــهــيــز إمــــــدادات الذخيرة قبل االجـتـيـاح». ويـوضـح أن «هـذا الـسـبـب يـمـكـن أن يــكــون حـقـيـقـيـًا، أو مجرد إنـــقـــاذ ملـــاء الـــوجـــه وإظـــهـــار أن الــتــراجــع عن اجـــتـــيـــاح رفــــح اآلن لــيــس بــســبــب الــضــغــوط األمـيـركـيـة والــدولــيــة، بــل ألســبــاب عسكرية لوجستية». بــــــــدوره، يـــــرى الـــكـــاتـــب واملـــحـــلـــل الــســيــاســي الــفــلــســطــيــنــي، طــــــالل عــــوكــــل، فــــي تــصــريــح لـ«العربي الجديد»، أن «عملية رفح مؤجلة، والتهديد اإلسرائيلي جــزء مـن املفاوضات للضغط على املقاومة التي تتمسك بموقفها عـلـى الــرغــم مــن شـــدة الــضــغــوط». ويضيف: «لـــذلـــك، لـيـس أمــــام الـــواليـــات املــتــحــدة إال أن تضغط أكثر لتكييف املوقف اإلسرائيلي». ويــعــتــبــر عـــوكـــل أن «اإلدارة األمـــيـــركـــيـــة ال تــــــرى ســـبـــيـــال غـــيـــر الــــتــــوصــــل إلــــــى صــفــقــة، وإال فـــإن انـفـجـار الــوضــع ونـقـل الــحــرب إلـى رفـــح، سيضاعف احـتـمـاالت تـوسـع الـحـرب، ويـزيـد أوضـــاع اإلدارة ســـوءًا، ســـواء داخليًا أو خـارجـيـًا، بما ينطوي على تهديد أكبر لـلـمـصـالـح األمــيــركــيــة فـــي املــنــطــقــة، ويـضـع الـواليـات املتحدة في موقع الطرف الوحيد الــذي يدعم اسـتـمـرار الـحـرب بعد التغيرات امللحوظة في مواقف الدول الغربية». من جهته، يقول الكاتب واملحلل السياسي الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــي، يـــــوســـــف الــــــشــــــرقــــــاوي، فــي حـديـث لــ«الـعـربـي الــجــديــد»، إن «الـخـالفـات
بـــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة وإســــرائــــيــــل، بشكل عــــام، خــالفــات مــا بــن حــلــفــاء»، مـوضـحـًا أن «أميركا ستزود إسرائيل بكل احتياجاتها األســاســيــة، ومـــا يـلـزمـهـا أيــضــًا مــن الـسـالح الــتــقــلــيــدي واملــــتــــطــــور، خـــصـــوصـــًا الــقــنــابــل الذكية وطائرات أف 35 وأف .»15 ويضيف أن «أمــيــركــا يـمـكـن أن تـمـنـع شـكـلـيـًا تــزويــد طائرات أباتشي بالقذائف املوجهة الدقيقة والـــــحـــــراريـــــة، ولـــكـــنـــهـــا ســتــســتــمــر بـــتـــزويـــد إســرائــيــل بــذخــائــر الـقـبـة الــحــديــديــة»، الفتًا إلـــى أن «اإلدارة األمــيــركــيــة أقــــرت مـسـاعـدة عسكرية إلسرائيل، وهناك مساعدات تقدم من دون علم الكونغرس». ويتابع: «اإلدارة األمــيــركــيــة ال تــنــاقــش مـــع نـتـنـيـاهـو عملية اجتياح رفح، بل تناقش شكل هذا االجتياح، وشكل املعركة، ألن أهــداف الحرب على غزة أميركية إسرائيلية مشتركة، وهـي القضاء على حماس، وعدم عودتها لحكم غزة». ويشير الشرقاوي إلى أن «حديث نتنياهو كان واضحًا أمام بلينكن»، إذ قال إن «عملية رفح ستتم بدعمكم أو من دونه، ورد بلينكن بأن العملية ستجعل إسرائيل دولة معزولة، وهــــذا الــــرد لـــم يـقـنـع نــتــنــيــاهــو». ويــــرى أنــه «ســـواء أقــدم نتنياهو على اجتياح رفــح أو لم يقدم، لن توقف أميركا تزويده بالسالح»، الفــــتــــًا إلــــــى أن غـــــاالنـــــت، «حــــمــــل مـــعـــه (إلــــى واشنطن) الئحة ال بأس بها من مستلزمات إســــرائــــيــــل الـــتـــســـلـــيـــحـــيـــة، ســــــــواء ملـــواصـــلـــة معركته في غزة أو على الجبهة الشمالية». وبـشـأن اجـتـيـاح رفـــح، يعتبر الـشـرقـاوي أن «نــتــنــيــاهــو مـطـمـئـن ملـــوقـــف مــصــر فـــي حــال إقدامه على اجتياح رفح واحتالل معبرها، وبهذا سيجبرها على ترتيبات على محور فيالدلفيا (محور صالح الدين، على الحدود بــن قــطــاع غـــزة ومـــصـــر)، تـلـبـي احـتـيـاجـات إسرائيل األمنية من وجهة نظره».