Al Araby Al Jadeed

«يونسكو» تحاول إنصاف فلسطين

- باريس ـ العربي الجديد

اعــتــمــ­د املــجــلـ­ـس الــتــنــ­فــيــذي الــتــابـ­ـع ملـنـظـمـة األمـــم املـــتـــ­حـــدة لــلــتــر­بــيــة والـــعـــ­لـــم والـــثـــ­قـــافـــة ـــــ يـونـسـكـو، الــجــمــ­عــة املــــاضـ­ـــي، ثـــالـــث قـــــرار لــصــالــ­ح فـلـسـطـني، وذلــــــك بـــعـــد اعـــتـــم­ـــاده قــــراريـ­ـــن ســـابـــق­ـــني األربــــع­ــــاء املاضي، ضمن دورته الـ912 املنعقدة في العاصمة الـــفـــر­نـــســـيـ­ــة بـــــاريـ­ــــس. وذكـــــــ­ـرت وزارة الـــخـــا­رجـــيـــة واملغتربني الفلسطينية في بيان أن املجلس اعتمد «قرارًا ثالثًا بعنوان: تأثير وعواقب الوضع الراهن في قطاع غـزة في ما يخص جميع جوانب مهمة يــونــســ­كــو، بــعــد اعـــتـــم­ـــاد قــــراريـ­ـــن خـــاصـــن­ي بــدولــة فــلــســط­ــني، بـــاإلجــ­ـمـــاع وهــــمـــ­ـا: فــلــســط­ــني املــحــتـ­ـلــة، واملـؤسـسـ­ات الثقافية والتعليمية». ورحــب وزيـر الـخـارجـي­ـة الفلسطيني ريـــاض املـالـكـي، باعتماد القرار الثالث. وأشار املالكي إلى أن اعتماد القرارات «مــهــم لـلـحـفـاظ عـلـى حــقــوق الـشـعـب الفلسطيني فــي مــجــاالت عـمـل يـونـسـكـو، فــي ظــل مــا تــقــوم به إسرائيل، سلطة االحتالل غير الشرعي، من جرائم وانتهاكات، خاصة في قطاع غزة»، وفق البيان. وتابع أن «اعتماد هذه القرارات يعد شاهدًا على إمــكــانـ­ـيــة املــجــتـ­ـمــع الـــدولــ­ـي الــقــيــ­ام بـمـسـؤولـ­يـاتـه بـمـا فيها مــن خـــالل مـواجـهـة االنـتـهـا­كـات ورصــد األضرار لتنفيذ خطة عمل عاجلة لحماية الشعب الـفـلـسـط­ـيـنـي وتــــراثـ­ـــه الــثــقــ­افــي وتـــاريــ­ـخـــه املــهــدد بـــالـــخ­ـــطـــر مــــن االســـتــ­ـعـــمـــا­ر اإلســـرائ­ـــيـــلــ­ـي وإعــــــا­دة

بـــنـــاء قـــطـــاع غــــزة وتــنــمــ­يــتــه». املــجــلـ­ـس الـتـنـفـي­ـذي لــــ «يـــونـــس­ـــكـــو» اعـــتـــم­ـــد األربـــــ­عـــــاء املــــاضـ­ـــي قـــراريــ­ـن خاصني بدولة فلسطني باإلجماع، وهما: «فلسطني املحتلة، واملؤسسات الثقافية والتعليمية»، وفق بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية في حينه. ويأتي اعتماد القرارات الثالثة، في ظل حرب إبادة إســرائــي­ــلــيــة مــســتــم­ــرة عــلــى غــــزة مــنــذ 7 أكــتــوبـ­ـر/ تشرين األول ،2023 خلفت دمــارًا هائال وعشرات آالف الـشـهـداء املـدنـيـن­ي، معظمهم أطــفــال ونـسـاء، ومــجــاعـ­ـة أودت بـحـيـاة أطــفــال ومــســنــ­ني، بحسب بــيــانــ­ات فلسطينية وأمــمــيـ­ـة، مـــا أدى إلـــى مـثـول إسرائيل، للمرة األولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية. وقـــد عــبــرت منظمة «يــونــســ­كــو» مــــرارًا عــن قلقها مـن تـاثـيـرات الــحــرب، فـي مـجـال عملها، أي اآلثــار والتعليم، واملعالم الثقافية في غزة. فبحسب تقرير صـــادر فـي يناير/ كـانـون الثاني املــاضــي عــن «املجموعة اإلقلﯿمﯿة العربﯿة» في

أصدرت منظمة يونسكو في أسبوع واحد 3 قرارات لصالح فلسطين «املجلس العاملي للمعالم واملواقع» (إﯾكوموس)، «ال يـــمـــيـ­ــز بـــني أهــــــدا­ف عــســكــر­يــة ومـــدنـــ­يـــة وتــــراث إنساني وثقافي»، مشيرًا إلـى أنـه في خضم ذلك،

ُّ تعرض للهدم أو الضرر الكبير أكثر من 200 موقع من أصل 325 موقعًا مسجال في غزة، وهي مواقع «ذات أهمية تاريخية وديـنـيـة وأثــريــة وطبيعية ووطنية وإنسانية عاملية». وتمثل هذه األرقام، وفق البيان، ما نسبته أكثر من ستني في املئة من تراث غزة الحضاري، الذي يشمل «تـاريـخـًا طـويـال ومـتـنـوعـًا، شهد مـــرور الكثير من الحضارات التي تعود إلى نهايات العصر الحجري الحديث؛ حيث تطورت الحياة في فلسطني ونشأت حـضـارة وادي غـــزة، وخــاصــة منطقة تــل العجول؛ الــنــواة األولــــى لـبـدايـة السكن فــي مدينة غـــزة التي يــســمــى الــقــطــ­اع نــســبــة إلـــيـــه­ـــا». ومــــن هــــذه املــواقــ­ع واملــعــا­لــم األثـــريـ­ــة الـــبـــا­رزة الــتــي تــعــرضــ­ت للتدمير الكلي أو الجزئي، والتي أوردهــا البيان: موقع تل العجول الــذي يعود إلـى األلــف الثالث قبل امليالد، ويــقــع عـلـى الـضـفـة الـشـمـالـ­يـة لــــوادي غــــزة، ومـوقـع املقبرة الرومانية الـذي يعود إلـى القرن األول قبل املــيــال­د، ومــوقــع تـــل أم عــامــر، املــعــرو­ف أيـضـًا بدير الـقـديـس هـيـالريـو­ن،َّ الـــذي يـعـود إلــى الـقـرن الـرابـع املـــيـــ­الدي، وكــــان مــرشــحــًا عــلــى الئــحــة «يـونـسـكـو» للحماية املعززة منذ كانون األول/ ديسمبر ،2023 واملــوقــ­ع األثــــري لكنيسة جباليا البيزنطية التي تعود إلى القرن الخامس امليالدي.

 ?? (ياسر قديح/ األناضول) ?? ما تبقى من مسجد الفاروق في رفح بعد
تدميره
(ياسر قديح/ األناضول) ما تبقى من مسجد الفاروق في رفح بعد تدميره

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar