Al Araby Al Jadeed

سطو على أموال أمراء الحرب في سورية

-

تـتـحـرك أســـمـــا­ء األســــد (األخـــــر­س) زوجة رئيس النظام السوري بشار األســـــد، عـبـر مكتبها االقــتــص­ــادي الــتــابـ­ـع بـشـكـل مــبــاشــ­ر لـلـقـصـر الــجــمــ­هــوري، لـ «حصد ما جناه الجناة»، الذين أطلق النظام أساسا يدهم ليهيمنوا على اقتصاد الباد، خصوصا طـوال سنوات الحرب الـــ31، والتي أفرزت أمراء ها على ضفة النظام، وكانت لهم أدوار أمنية وعسكرية واقتصادية، كبديل عن املتنفذين التقليدين الذين كانوا يد النظام، وتحديدًا عائلة األسد. خضر طاهر، املعروف بـ «أبو علي خضر»، أحد أمراء الحرب املقربن من النظام، يعد آخر «ضحايا» أسماء األسد بـــحـــسـ­ــب الـــتـــس­ـــريـــبـ­ــات الــــقـــ­ـادمــــة مــــن دمــشــق والساحل السوري، الذي يعد قاعدة للطاهر والكثير من متنفذي النظام، سواء من عائلة األسد أو أتباعهم من أمراء الحرب ومشغلي أموال العائلة. وذكر موقع «صوت العاصمة»، أخــيــرًا، أن طـاهـر بـــات رهـــن اإلقــامــ­ة الجبرية بعد نحو شهرين من تحجيم جميع أعماله ومنع املؤسسات الرسمية والقطاع الخاص مــن الـتـعـامـ­ل مــع مـشـاريـعـ­ه الــتــجــ­اريــة. ونقل املوقع عن مـصـادره قولها إن «مـا حصل مع رجـل األعـمـال رامــي مخلوف (ابــن خـال بشار األســد) قبل سـنـوات، يتكرر اليوم مع طاهر، الــــذي وضــــع أمــــام خــيــاريـ­ـن، إمـــا الــتــنــ­ازل عن مــعــظــم أرصــــدتـ­ـــه داخـــــل ســـوريـــ­ة وخـــارجــ­ـهـــا، واإلبــقــ­اء على أعـمـال مــحــدودة ملصلحته، أو البقاء على ما هو عليه ووضع كافة ممتلكاته تحت سيطرة اللجان االقتصادية في القصر الـــجـــم­ـــهـــوري». وأشـــــار املـــوقــ­ـع إلــــى أن بعض

شركات طاهر ال تزال مستمرة بالعمل حتى اآلن، ولكن بوتيرة أقل من السابق، مع تقديم عشرات املديرين واملوظفن استقاالتهم خال األســابــ­يــع األخـــيــ­ـرة، خــاصــة الـــذيـــ­ن تربطهم عــاقــة شخصية بــطــاهــ­ر، خــوفــا مــن اإلحــالــ­ة للتحقيق أو االعتقال. وأغــلــقـ­ـت أجـــهـــز­ة اســتــخــ­بــارات الــنــظــ­ام كـافـة املـــســـ­تـــودعـــ­ات الـــتـــي تـــعـــود لــلــطــا­هــر، والــتــي يجري فيها تخزين بضائع شركة «املـيـرا»، الـــتـــي بــمــجــم­ــلــهــا تـــكـــون مـــهـــرب­ـــة مــــن خــــارج سورية وتوضع عليها لصاقات الشركة ثم تطرح في األسواق، بحسب املصادر. كما نقل املــوقــع عــن مــصــادر مـقـربـة مــن طـاهـر قولها إن «أبــو علي» لـم يتخذ قـــرارًا واضـحـا حتى اآلن، بالتنازل عن الثروة التي جمعها خال السنوات املاضية وأخرجها من سـوريـة، أو تحويل كافة شركاته وممتلكاته في سورية ملصلحة القصر الجمهوري. مصادر املوقع أكــــــدت أن جــمــيــع عــمــلــي­ــات الـــبـــي­ـــع والــــشــ­ــراء والوكاالت التي تتعلق بطاهر والشخصيات املـــقـــ­ربـــة مــنــه مــتــوقــ­فــة بــشــكــل كـــامـــل بـــأوامــ­ـر أمنية، تجنبا ألي محاولة للتنازل عن بعض املمتلكات ملصلحة آخرين هربا من استحواذ الــلــجــ­ان االقــتــص­ــاديــة عـلـيـهـا. وبـــدايــ­ـة الــعــام الحالي، بدأت تلوح في األفق خافات طاهر مـع الـنـظـام، حـن بـــدأت دوريـــات أمنية تتبع للقصر الجمهوري حينها، بمداهمة مكاتب ومنازل تعود ملكيتها للطاهر ومقربن منه وضباط في األمـن العسكري على عاقة به، وصادرت عشرات املنازل والسيارات ومبالغ مالية قــدرت بعشرات املليارات. كما داهمت قوة أمنية، في الوقت ذاته، أحد املستودعات الــــتـــ­ـابــــعــ­ــة لـــلـــطـ­ــاهـــر فـــــي مــــديـــ­ـنــــة الــــاذقـ­ـــيــــة، واشــتــبـ­ـكــت مـــع عــنــاصــ­ر حـــراســـ­ة املــســتـ­ـودع،

لتكتشف بعدها وجود جثتن وسجن سري تابع للطاهر في املستودع. وظـــــهــ­ـــر طــــــاهـ­ـــــر، الــــــــ­ـذي يــــنــــ­حــــدر مــــــن مـــديـــن­ـــة صـــافـــي­ـــتـــا بــــريـــ­ـف مـــحـــاف­ـــظـــة طــــــرطـ­ـــــوس، فــي السنوات األخيرة من الحرب، كإحدى األذرع املليشياوي­ة أوال ثـم االقـتـصـا­ديـة فـي مرحلة الحـــقـــ­ة بــالــنــ­ســبــة لـــلـــنـ­ــظـــام. وقـــــد ســــاعـــ­ـده فـي الــــتـــ­ـدرج فــــي هـــــرم الـــنـــظ­ـــام قـــربـــه مــــن الـعـمـيـد غسان بـال مدير مكتب ماهر األســـد، شقيق بـشـار وقـائـد الـفـرقـة الـرابـعـة، إذ أســس طاهر

مليشيات تتبع للفرقة مهمتها جني اإلتاوات مــــن خـــــال حــــواجــ­ــز لـــلـــفـ­ــرقـــة، ثــــم تـــولـــى إدارة مــعــابــ­ر بـــن مــنــاطــ­ق الــســيــ­طــرة املـخـتـلـ­فـة في ســـوريـــ­ة. ودخــــل بـعـد ذلـــك فـــي اإلمــبــر­اطــوريــة املالية واالقتصادي­ة للنظام كـإحـدى أذرعها القوية، من خـال شركات مـقـاوالت وسياحة واتــصــاا­لت. ويملك طاهر شركة «الياسمن» لــلــمــق­ــاوالت، و«أيــــــال» لـلـسـيـاح­ـة و«إيـــمـــا تـل» لاتصاالت. وتلك الشركات يشار إليها بأنها مملوكة حقيقة إلــى أسـمـاء األســـد باإلضافة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar