رخص قيادة لضبط السير بشمال سورية
تستعد السلطات املسيطرة على مناطق شــمــال غــربــي ســـوريـــة لـتـعـمـيـم تـراخـيـص قيادة السيارات ألول مرة منذ خروج تلك املناطق عن سيطرة النظام السوري، على أن تفرض غرامات مالية على السائقني الذين يقودون املركبات من دون رخصة، ضمن قوانني تلزم سائقي املركبات بالحصول على رخصة قيادة خالل األشهر القادمة، أمال في تقليص حوادث السير، وضبط حركة املرور. مــن إدلــــب، يـــرى الــنــاشــط أحــمــد حــجــازي أن رخصة الـــقـــيـــادة مــهــمــة مـــن نــاحــيــة الـــقـــوانـــني، ومــــن نـاحـيـة الـسـالمـة الـجـسـديـة، ويـؤكـد لــ«الـعـربـي الـجـديـد»، أن «الـرخـصـة لها شـرطـان مهمان، األول معرفة قواعد املــــرور، والــثــانــي أن حـامـل الـرخـصـة يـجـب أن يكون معافى جسديًا وذهنيًا، لكن ينبغي أن تكون الرسوم مـخـفـضـة، فكثير مــن الــنــاس يـسـتـخـدمـون الـسـيـارة لتوفير لقمة الـعـيـش، ويـجـب أن تـكـون صالحة في منطقتي شــمــال ســوريــة وغــربــهــا، وهــــذا يــعــود إلـى سلطات األمر الواقع في املنطقتني». تعمل صـفـاء األعـــرج سائقة لـسـيـارة أجـــرة عمومية فـــي مـنـطـقـة شـــمـــال غـــربـــي ســـوريـــة، وهــــي أرمـــلـــة من
ذوي االحتياجات الخاصة، إذ تعرضت لبتر إحدى قدميها في قصف للنظام، وفقدت زوجها من جراء الــقــصــف ذاتـــــه، لـكـنـهـا قــــررت عـــدم الــبــقــاء فـــي البيت انتظارًا للمساعدات اإلنسانية، وبدأت العمل سائقة لـسـد احـتـيـاجـاتـهـا املــالــيــة، ورعـــايـــة أطــفــالــهــا. تقول لـــ«الــعــربــي الــجــديــد»: «اسـتـخـرجـت رخــصــة الـقـيـادة مـن أجــل العمل، ولست أنتظر مساعدة مـن أحــد في تـربـيـة أطـفـالـي، فـمـا زلـــت قــــادرة عـلـى الـعـمـل». تقود اإلعـالمـيـة ياسمني عـرمـوش سيارتها الـخـاصـة في إدلــب، وتقول لـ«العربي الجديد»، كان هناك تفاوت كبير في تكاليف الحصول على رخصة القيادة بني مناطق سيطرة الجيش الـوطـنـي ومـنـاطـق سيطرة هــيــئــة تـــحـــريـــر الــــشــــام، مــبــيــنــة أن «الـــــرســـــوم كــانــت رمــزيــة فــي مناطق الجيش الـوطـنـي، وأن الحصول على رخصة قيادة في مدينة مــارع، لم يكن يتطلب الحضور شخصيًا، ولـم يكن فيه تعقيدات، لكن في الوقت الحالي تساوت الرسوم في املنطقتني، لكني ال أواجـــــه مـشـكـلـة، فــأنــا أقــــود مـنـذ ســـنـــوات، وأعـــرف قوانني السير، واملشكلة تكمن في األشخاص الذين ال يعرفون القوانني». ويرى إبراهيم الدرويش أن إلزام السائقني بالحصول على رخصة قيادة مهم للحد من الحوادث، وتنظيم حركة السير، ويقول لـ «العربي الجديد»: «ألزمتنا حكومة اإلنـقـاذ بالحصول على الرخص قبل شهر إبريل/نيسان، ومن يحمل رخصة سابقة سيخضع لفحص طبي، وفحص نظر، ليتقرر إن كــــان يـسـتـحـق الــرخــصــة أم ال. نــطــالــب أن تـكـون الـرخـصـة مــوحــدة، وأن تقبل بـهـا الـحـكـومـتـان، وأن تقبل الرخص سارية املفعول في الشمال وفي إدلب». ويؤكد مدير مدرسة املنارة لتعليم قيادة السيارات، حــبــيــب دلــــــو، أن إلـــــــزام الـــســـائـــقـــني بـــالـــحـــصـــول عـلـى رخـــصـــة قـــيـــادة هـــي خـــطـــوة فـــي االتــــجــــاه الـصـحـيـح فــي وقـــت تكتظ فـيـه املـنـطـقـة بــاألهــالــي واملـهـجـريـن، ويـــوضـــح لــــ «الـــعـــربـــي الـــجـــديـــد»: «أطـــلـــقـــت املــؤســســة العامة للنقل عبر مديرية السياقة مشروع استخراج الرخص لسائقي املركبات بأنواعها، وذلك لتأهيلهم، وإكسابهم املعرفة الـالزمـة بقوانني السير، والهدف هو تقليل الحوادث، والحفاظ على األرواح». يضيف دلو: «يتقدم الراغب في الحصول على الرخصة إلى املدرسة مصطحبًا بطاقته الشخصية الصادرة عن حكومة اإلنــقــاذ، أو إشـعـار البصمة للحصول على البطاقة الشخصية، وبعدها يدفع الـرسـوم التي ال تتجاوز 50 دوالرًا، وهي تعتبر رسومًا رمزية مقابل اسـتـخـراج رخـصـة سياقة مدتها 5 ســنــوات. بعدها ترفع املدرسة أسماء املتقدمني إلى مديرية السياقة التي تقوم بالتقييم وفـق معايير مـحـددة، وتحديد فئة الرخصة املـراد استخراجها، وبعدها يطلب من املتقدمني فحص طبي يشمل زمـــرة الـــدم، وتحاليل مــخــبــريــة، بـــاإلضـــافـــة إلــــى فــحــص الـــعـــني مـــن أطــبــاء مختصني للتأكد من الـشـروط الصحية التي تؤهل إلى قيادة املركبات، وعندها تحدد املدرسة مواعيد تدريبهم ملدة 30 يومًا، وعقب انتهاء التدريب يخضع املـــتـــقـــدم الخـــتـــبـــاريـــن، نـــظـــري وعـــمـــلـــي، ومــــن يـجـتـاز االختبارين تضاف الرخصة إلكترونيًا إلى بطاقته الشخصية، ويمكنه تقديم طلب طباعة رخصة، وفي حـــال الـــرســـوب فــي أحـــد االخــتــبــاريــن يـحـق للمتقدم اإلعادة برسوم رمزية».