Al Araby Al Jadeed

العثور على مئات القطع األثرية في البصرة

تواصل فرق التنقيب في العراق عملها، لتعثر أخيرًا على أكثر من 700 قطعة أثرية، وسط استعدادات السترداد اآلثار المهربة

- بغداد ــ زيد سالم

نجحت فـــرق التنقيب الـعـراقـي­ـة فــي العثور عـلـى 756 قـطـعـة أثــريــة فــي مـديـنـة الـبـصـرة، جـنـوبـي الــبــالد، فيما أعـلـنـت وزارة الثقافة أنها تستعد الســتــرد­اد مجموعة مـن القطع املهربة من اململكة املتحدة والواليات املتحدة. ونــقــلــ­ت وكـــالـــ­ة األنــــبـ­ـــاء الـــعـــر­اقـــيـــة الــرســمـ­ـيــة «واع»، الــــجـــ­ـمــــعـــ­ـة، عـــــن مـــــديــ­ـــر عـــــــام دائـــــــ­رة التنقيبات في وزارة الثقافة علي شلغم، قوله إن «عـمـلـيـات التنقيب األخــيــر­ة فــي البصرة أســــفـــ­ـرت عــــن ظـــهـــور جـــــــدر­ان لـــغـــرف سـكـنـيـة بنيت باللنب، تعود ألدوار بنائية متعاقبة من الفترة اإلسالمية العباسية، وهو منجز مـهـم بالنسبة لـجـهـود التنقيب الـعـراقـي­ـة». وأضــــــا­ف شــلــغــم أن «أعـــــــد­اد الــقــطــ­ع األثـــريـ­ــة املكتشفة أخيرًا اختلفت حسب سنة صنعها، منها من الفخار والفخار املزجج وقطع من النحاس وأخـــرى مـن الحجر والـعـاج، فضال عـــن الــعــثــ­ور عـلـى مـجـمـوعـة مـــن املـسـكـوك­ـات الفضية التي تعود إلى العصور اإلسالمية، منها ساسانية تعود إلى العصر الراشدي،

ومسكوكات أخرى تعود إلى العصر األموي تحمل سـنـة الـسـك ودار الــضــرب، فـضـال عن مسكوكات تعود إلى العصر العباسي». في األثناء، أعلنت وزارة الثقافة أنها تترقب عـمـلـيـة اســــتـــ­ـرداد مــهــمــة لـــآثـــا­ر املـــهـــ­ربـــة من املتحف البريطاني والواليات املتحدة، فيما أكــــدت إصـــرارهـ­ــا عــلــى اســتــعــ­ادة آخـــر قطعة أثرية موجودة خارج العراق. وقـــال رئـيـس الهيئة الـعـامـة لــآثــار والــتــرا­ث فـــي وزارة الــثــقــ­افــة لــيــث مـجـيـد حـــســـن، في تصريحات صحافية، إن «العراق شهد أكبر عملية استرداد لآثار املهربة العام املاضي، بـــواقـــ­ع 18 ألــــف قـطـعـة أثـــريـــ­ة، مـــن الـــواليـ­ــات املــتــحـ­ـدة األمــيــر­كــيــة». وأشــــار حـسـن إلـــى أن «عـمـلـيـات االســـتــ­ـرداد مـسـتـمـرة، وسنشاهد عـمـلـيـة اســـتـــر­داد أخــــرى لـــآثـــا­ر مـــن املتحف البريطاني والــواليـ­ـات املـتـحـدة األميركية»، الفتًا إلــى أن «بعض اآلثـــار ليست مسروقة، إنما هناك مـذكـرات واتـفـاقـا­ت لتبادل اآلثــار ولــلــدرا­ســة، وتــعــاد إلـــى الـــعـــر­اق بموجبها». وأفـــاد بـأن «عمليات سرقة اآلثـــار جـرت بعد 2003 من املتحف العراقي، وأيضًا هناك نبش عشوائي للمواقع األثــريــ­ة، وال نعلم مـا هي اآلثار التي سرقت وهربت»، مشددًا على أنها «عمليات غير مشروعة يعاقب عليها القانون بشدة، ويلقى القبض على بعض اللصوص بـن الحن واآلخـــر مـن قبل األجـهـزة األمنية ومــــن خــــالل املــنــاف­ــذ الـــحـــد­وديـــة». ولــفــت إلــى أن «بـعـض الـــدول تـحـاول االحـتـفـا­ظ ببعض اآلثـار العراقية، وهذا ليس من حقها»، وأكد قائال: «نحن مصرون على إعـادة آخر قطعة أثرية موجودة خارج العراق». تمكن العراق خالل العام املاضي من استرداد 25 ألــــف قــطــعــة أثــــريــ­ــة، مــنــهــا ألــــــوا­ح طينية مــســمــا­ريــة، جميعها هـــربـــت وســـرقـــ­ت خـالل سنوات من جراء الحروب واألزمات والنبش خـــارج الــقــانـ­ـون. وأشــــارت الباحثة العراقية دعاء الجبوري، متحدثة لـ«العربي الجديد»، إلى أن «معظم دول العالم بـدأت تتعاون مع العراق في استرداد اآلثـار املهربة واملنهوبة بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعــش، وقد نـجـحـت الــحــكــ­ومــات الــعــراق­ــيــة فــعــال فــي هـذا امللف، لكن املشكلة أن النبش غير القانوني ال يزال حاضرًا». تـــعـــرض­ـــت املــــواق­ــــع األثــــري­ــــة لــتــدمــ­يــر وســرقــة

وإهــــمــ­ــال خــــالل حـــــروب الـــســـن­ـــوات املــاضــي­ــة، وخـصـوصـًا فــي املـرحـلـة الـتـي أعـقـبـت الـغـزو األميركي. وسـرقـت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و23 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري، كما دمر تنظيم «داعش» الكثير من املواقع األثرية.

 ?? (حسين فالح/ فرانس برس) ?? جهود متواصلة الستعادة اآلثار المهربة
(حسين فالح/ فرانس برس) جهود متواصلة الستعادة اآلثار المهربة

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar