اتحــاد علـى االختـالف

..1985 1917

قالوا الحرب توحدنا.. فكانت داء فرقة.. فالعقالء يرون أن السابع من اكتوبر ال بد منه فاسرائيل تهدد باجتياح غزة بغتة، ولو فعلتها النتصرت.. إسرائيل تنتهك حرمة االقصى، إسرائيل انتهكت حرمة الحرائر في الخليل فكان ال بد من عملية توقظ العالم االسالمي، فيما المرجفون يرون أن المقاومة ارتكبت خطيئة، وهذا يراها ارتكبت إثما، وذاك يراها ارتكبت عمال جر الويالت على غزة.. ويأتي الرد من أشبال الرجال في الخنادق كلنا فدى للمقاومة.. ولكن اين المشكلة.. فعلى مستوى فلسطين المشكلة في الفرقة بين اقوى جناحين في المقاومة فتح وحماس.. وبارك الله في السرايا والكتائب التي جسدت أهمية الوحدة التي يعاني من عدم تحقيقها العالمان العربي واإلسالمي.. ولقد انشغلت منذ القومية العربية بوحدة العالم العربي حتى حضرت مؤتمرا لمنظمة المؤتمر االسالمي في الكويتعام وبدأاهتماميبوحدةالمسلمينوماقرأت عن هذه الوحدة التي انهاها االنجليز عام بإنهاء الخالفة االسالمية وتوقفت عند ما توصل اليه المفكر االسالمي جمال الدين االفغاني وما اوصله اليه تفكيره يقول االفغاني: «لقد جمعت ما تفرق من الفكر، ولممت شعث التصور، ونظرت إلى الشرق واهله، فاستوقفني االفغان، وهي اول ارض مس جسدي ترابها، ثم الهند، وفيها تثقف عقلي، فإيران بحكم الجوار والروابط، فجزيره العرب من حجازها، وهي مهبط الوحي ومن يمن وتابعتها، ونجد والعراق وبغداد، وهارونها ومأمونها، والشام ودهاة االمويين فيها، واالندلس وحمراؤها، وما آل اليه امرهم، فخصصت جهازا دماغيا، لتشخيص دائه، وتحري دوائهم

وجدت أخطر داء هو داء انقسام اهله وتشتت آرائهم واختالفهم على االتحاد واتحادهم على االختالف فعملت على توحيد كلمتهم وتنبيههم للخطر الغربي المحدق بهم». بهذه الكلمات يلخص جمال الدين االفغاني جوهر فكرة الخالفة اإلسالمية أو الجامعة اإلسالمية والتي تهدف إلى توحيد كلمة المسلمين أو الشرق، باعتباره قلب العالم االسالمي وتنبيهم إلى الخطر االستعماري الغربي المحدق بهم ولدت هذه الفكره بمشاهدات جمال الدين االفغاني الواسعة والفاحصة لحال المسلمين في حواضر االسالم الكبرى التي وقف عليها بنفسه من خالل اسفاره العديدة والطويلة. ويتلخص مشروع جمال الدين األفغاني في اآلتي: تحرير الوطن اإلسالمي من كل سلطان أجنبي سياسي أو اقتصادي، إحياء مشروع الوحده بين المسلمين تحت مظله الجامعة االسالمية، وتخليص المسلمين من االستبداد السياسي، هذا هو جوهر فكرهذه الجامعة اإلسالمية عند مفكر إسالمي لكنه زج به في السجن ألن ذلك يختلف مع توجهات المستعمر.

سمير البرغوثي

smrـalibar@yahoo.com