Al-Watan (Qatar)

الجامعة العربية بين الواقع والطموح

خالل ندوة نظمها المركز القطري للصحافة وشارك فيها أكاديميون وإعالميون

- محمد أبوحجر

نظم المركز القطري للصحافة مساء أمس، ندوة بعنوان «الجامعة العربية بين الواقع والطموح»، ضمن سلسلة ندوات يطلقها المركز إلثراء الحوار والنقاشات الهادفة، شارك في الندوة كل من الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، والدكتور مصطفى عثمان إسماعيل أستاذ في جامعة حمد بن خليفة ووزير خارجية السودان األسبق، والدكتور حسن البراري أستاذ العالقات الدولية بجامعة قطر. تخلل الندوة ثالثة محاور رئيسية أهمها التحديات التي تواجه الجامعة العربية، وأهمية االرتقاء بعملها لتلبية متطلبات المواطن العربي. في البداية رحب السيد سعد الرميحي رئيس المركز القطري للصحافة بالحضور في ندوة المركز والتي جاءت بالتزامن مع انعقاد القمة العربية بالرياض اليوم، مؤكدا أن ندوات المركز أصبحت ملتقى للمثقفين واإلعالميي­ن في دولة قطر. وأكد خالل افتتاح الندوة أن المركز القطري للصحافة يركز على المواضيع التي تهم الشأن العربي، كما تطرق خالل حديثه إلى دور الجامعة العربية في وحدة الصف العربي إبان فترة االحتالل في الخمسينيات والستينيات، وتحدث عن أهم القمم العربية التي انعقدت ووحدة الصف العربي وخاصة القمة العربية في السودان بعد النكسة عام 1967 والحشد العربي لدعم جمال عبدالناصر في هذا الوقت. وتحدث الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعه قطر عن نشأة جامعة الدول العربية، قائال إن الجامعه العربية نشأت في ظروف عربية صعبة وكانت تهدف لتكون نواة لتحقيق طموحات الشعوب العربية، مشيرا إلى أن الدول العربية التي كانت مستقلة وغير محتلة إبان فترة نشأة الجامعة العربية كانت قليلة وقامت تلك الدول بعقد العديد من االجتماعات فيما بينها إلقامة كيان عربي موحد يجمع الدول العربية ويهدف لدعم كافة الدول العربية. كما تحدث د. المسفر عن أوضاع أغلب الدول العربية إبان النشأة والتحديات التي كانت تواجه بعضها، الفتا إلى أن الجامعة العربية مرت بـ3 مراحل منذ نشأتها، حيث كانت المرحلة األولى هي تأسيس الجامعة العربية وعقد االجتماعات لوضع اللوائح المنظمة لها وخالفه، أما المرحلة الثانية فكانت في فترة الخمسينيات وهي أقوى مراحل الجامعة العربية حيث قامت بدعم الكثير من الدول في تلك المرحلة ضد االحتالل. وأوضح أن الجامعة العربية دائما ما تعاني من االنقسامات بين الدول العربية الختالف سياسة كل دولة واأليديولو­جيات وأشار إلى أن الجامعة العربية تستمد قوتها من قوة الزعماء العرب فعندما كانت القيادة العربية قوية كان دور الجامعة واضحا وقويا. كما تحدث عن المؤسسات والمنظمات التابعة للجامعة العربية قائال: إن الجامعة يتبع لها أكثر من 100 منظمة ومؤسسة وأغلبها ليس

لها دور واضح في الملفات العربية.. واختتم حديثه قائال نحتاج جامعة عربية تجمع طموحات الشعوب العربية.

خطوات إصالحية

وتطرق د. مصطفى عثمان إلى دور اإلعالم العربي كأحد أهم آليات الدبلوماسي­ة الشعبية وفاعليتها ال سيما لدى األنظمة التي تهتم بالشرعية المكتسبة من قبل الشعب. كما تناول تحديات عمل الجامعة العربية المستمدة من واقع النظام العربي ذاته، ومحاوالت تطوير الجامعة معرجا في حديثه على اإليجابيات والسلبيات التي أعاقت الجامعة والتحوالت المحيطة بعملها في مرحلتها الحاضرة إلى جانب

نجاحات الجامعة وإنجازاتها في تسوية النزاعات. وأشار في هذا السياق إلى أن الجامعة العربية استمرت في عملها منذ قيامها عام 1945 حتى اليوم باعتبارها تمثل كيانا ورمزا للعمل العربي المشترك، منوها بأهمية دور الجامعة حتى في ظل وجود بعض المالحظات الجوهرية على آدائها. وركز الدكتور عثمان في حديثه على ماهية الخطوات اإلصالحية المطلوبة لتفعيل دور الجامعة وضمان االلتزام بما تصدره من قرارات، ومنها: تعزيز البنية التحتية السياسية واالقتصادي­ة للدول األعضاء، ودعم المجتمع المدني، باإلضافة إلى الحد من التدخالت الخارجية، وتشكيل نواة محركة للنهوض بدورها. كما تناول في حديثه بعض

ودورها النجاحات المشهودة التي حققتها الجامعة العربية على المستوى التنظيمي، فقد انبثق عن الجامعة مؤسسات دائمة ومتخصصة، مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية لالتصاالت الفضائية، وصندوق النقد العربي، ومجلس الوحدة االقتصادي، وصندوق النقد العربي، واتحاد البريد العربي، ومنظمة المدن العربية.

آليات واضحة

ويرى الدكتور حسن البراري أستاذ العالقات الدولية بجامعة قطر أن الجامعة تضم دوال وحكومات، وميثاقها يرتكز على سيادة كل دولة.. وتساءل هل االتحاد األوروبي أو األمم المتحدة تأخذ الجامعة العربية بعين االعتبار، أم الدول المؤثرة بها، منوها بأن األمم المتحدة عندما ترغب في التحدث، تقوم بذلك مع حلفاء لها مهيمنين ومؤثرين، أي أنها تستهدف الدول التي تمتلك القوى الناعمة.. وتابع قائال: لألسف، أخفقنا كعرب على االتفاق حول مصدر التهديد األساسي، فمثال خالل التصدي للعدوان اإلسرائيلي، أخفقت الجامعة في التصدي للقضية األبرز حتى إعالميا، كما أن التجارة البينية بين الدول لم تصل إلى .8% وأكد د. البراري على أنه ليس ضد التعاون العربي المشترك، وخاصة إذا كانت هناك آليات عمل واضحة وليس أقل من ذلك، وطالب بضرورة أن يرى المواطن العادي الدور الحقيقي للجامعة وأنها يمكنها أن تنهض مثل االتحاد األوروبي.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Qatar