اﻟﻤﻮﻧﺪﻳـﺎل ﻓﺮﺻـﺔ ﻟﻠﺘﻘـﺎرب ﺑﻴـﻦ اﻟﺸـﻌﻮب

ﺟـــْﻤـــﻊ اﻟــــﻨــــﺎس ﻣــــﻦ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ اﻷﺟــــﻨــــﺎس ﻹﺳـــﻌـــﺎدﻫـــﻢ ﻣــﻜــﺴــﺐ ﻛـﺒـﻴـﺮ دﺑ ــﻠ ــﻮﻣ ــﺎﺳ ــﻴ ــﺔ اﻟـــﺮﻳـــﺎﺿـــﺔ ﻓـــﺮﺻـــﺔ ﻟ ــﻠ ــﺘ ــﻌ ــﺎرف وﺗـــﻘـــﺮﻳـــﺐ وﺟــــﻬــــﺎت اﻟــﻨــﻈــﺮ

ﻣﺤﺮوس رﺳﻼن:

أ ﱠﻛـــــــــ َﺪ ﻋــــــــﺪ ٌد ﻣـــــﻦ اﻟــــﺪﻋــــﺎة واﻷﻛــﺎدﻳــﻤــﻴــﻴــﻦ ﻟـــ ] أن

ِﱠ اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ ﻣـﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــﻘــــﺮب ﺑــﻴــﻦ اﻟــﺸــﻌــﻮب وذﻟـــــــــﻚ إذا اﺳــــﺘــــﻨــــﺪت إﻟــــﻰ ﻣـــﺒـــﺎد َئ وﻗـــﻮاﻋـــ َﺪ وﻣـﺮﺟـﻌـﻴـ ٍﺔ واﺿـــﺤـــ ٍﺔ ﺑــﻴــﻦ اﻟـــ ﱠﻨـــﺎس ﺗـﻜـﻤـ ُﻞ اﻟــﻔــﻄــﺮ َة اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــ َﺔ وﺗــﺤــ ﱢﻘــ ُﻖ اﻟــــﺘــــﻌــــﺎرف اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻲ اﻟــــﺬي ﻳﺴﻬﻢ ﻓـﻲ ازدﻫــﺎر اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ،

ُُ ﻣــﺸــﺪدﻳــﻦ ﻋـﻠـﻰ أن اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ ﻣـــﺠـــﺎل ﻟــﻠــﺘــﻌــﺎرف واﻟــﺘــﻌــﺎﻳــﺶ واﻟــــــــﺘــــــــﻌــــــــﺎون ﺑـــــﻴـــــﻦ اﻷﻣــــــــﻢ واﻟــﺸــﻌــﻮب، وأن اﻹﺳـــﻼم ﻓﻲ ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷﺣـــــــــﻮال ﻳـــﺪﻋـــﻮ إﻟـــﻰ اﻷﺧـﱠﻮة اﻹﻧﺴﺎﻧﱠﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎرف واﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻣـــﻦ اﻟـــﺘـــﻌـــﺎرف إﻟــــﻰ اﻟــﺘــﻌــﺎون واﻟﺘﺸﺎرك ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ واﻟﺒﺮ واﻟﺘﻘﻮى.

وﻧــﻮﻫــﻮا ﺑــﺄﱠن اﻟـﺘـﻌـﺎرَف ﺑﻴﻦ اﻷﻣــــــــﻢ واﻟــــﺸــــﻌــــﻮب ﻣــﻘــﺼــﺪ ﺷﺮﻋﻲ إﺳـﻼﻣـﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل اﻟـﻤـﻮﻟـﻰ ﻋــﺰ وﺟـــﻞ : »ﻳـــﺎ أَﻳــﻬــﺎ

ًَ اﻟـﱠﻨـﺎُس إﻧــﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻣـﻦ ذﻛـﺮ وأﻧــــﺜــــﻰ وﺟـــﻌـــﻠـــﻨـــﺎﻛـــﻢ ﺷــﻌــﻮﺑــﺎ َو َﻗﺒَﺎﺋِﻞ ﻟِﺘََﻌﺎ َر ُﻓﻮا«، ُﻣﻮﺿﺤﻴﻦ أن اﻵﺛــــــــﺎر اﻟــﺼــﺤــﻴــﺤــﺔ ﻓــﻲ اﻟــــﺴــــﻴــــﺮة ﺗــــﺒــــﻴــــُﻦ ﻟــــﻨــــﺎ ﻛـــﻴـــَﻒ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺮﻳــﺎﺿــﺔ ﻣــﻤــﺜــﻠــﺔ ﻓﻲ اﻟـﻔـﺮوﺳـﻴـﺔ، وﺳﻴﻠًﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎُرف ﺑﻴﻦ اﻟـﻨـﺎس. وأﻛـــﺪوا أن ﺟﻤﻊ اﻟــﻨــﺎس ﻣــﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺸﻌﻮب واﻷﺟــﻨــﺎس واﻷﻣــﻢ ﻓـﻲ ﻣﻜﺎن واﺣــــﺪ ﺑــــﺪون أي ﺣـﺴـﺎﺳـﻴـﺎت ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﺷﺮﻳﻒ ﻳﻌﱡﺪ ﻣﻜﺴﺒًﺎ ﻛﺒﻴﺮا؛ ﻷن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﻮم ﻳﺒﺤﺚ ﻋــﻦ ﻓـﺮﺻـﺔ ﻟـﻼﻟـﺘـﻘـﺎء وإﻳـﺠـﺎد ﻓـﺮﺻـﺔ ﻟـﻠـﺴـﻌـﺎدة وﺳــﻂ ﻧﺒﺮة اﻟﺼﺪام اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴﺔ.

وﻧـــــــ ّﻮﻫـــــــﻮا ﺑـــــــــﺄ ﱠن اﻟـــــﺤـــــﺪ َث اﻟــــﺮﻳــــﺎﺿــــﻲ اﻟـــﻜـــﺒـــﻴـــﺮ ﻓـــﺮﺻـــﺔ وﻣـــﺪﺧـــٌﻞ ﻣــﻬــﱞﻢ ﻟــﻮﺿــﻊ أﺳــﺲ ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ واﺳﺘﻜﺸﺎف اﻵﺧـــــﺮ؛ ﻷﱠن اﻟـــﺤـــﻮار أﺳــﺎُﺳــﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻮاﺻﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻃﺮﻓﻴﻦ، وذﻟــﻚ ﻻ ﻳـﻜـﻮن إﻻ ﻋـﻦ ﻗـﺮب ﺣﺘﻰ ﺗـﻌـﺮف ﺛﻘﺎﻓﺘﻪ وﻳﻌﺮف ﺛﻘﺎﻓﺘﻚ.

ﻓــﻲ اﻟــﺒــﺪاﻳــﺔ، أﻛــــﺪ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟــﺸــﻴــﺦ د. ﻋــﻠــﻲ اﻟــﻘــﺮه داﻏــﻲ اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، أن اﻹﺳﻼم

وإﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻋﻨﺎ.

وأﺿــــــﺎف: اﻟــﻐــﺮب ﻳـﻈـﻨـﻮن أﻧــﻨــﺎ ﻣـﺘـﻘـﻮﻗـﻌـﻮن ﻋــﻠــﻰ ذاﺗــﻨــﺎ، واﻟـﻤـﻮﻧـﺪﻳـﺎُل ﻓـﺮﺻـٌﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــﺤــــﻀــــﺎرة اﻟـــﻌـــﺮﺑـــﻴـــﺔ اﻹﺳـــــــﻼﻣـــــــﻴـــــــﺔ، ﺧـــــﺎﺻـــــﺔ أن اﻟــﻤــﻮﻧــﺪﻳــﺎل ﺳﻴﺸﻬﺪ ﺗــﻮاﺟــﺪ ٦ ﺣﻀﺎرات ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻗﻠﻤﺎ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن وﺣﺪث واﺣﺪ.

ﻣــﻦ ﺟـﻬـﺘـﻪ، ﻗـــﺎل د. ﺣﺴﻦ داري أﺳﺘﺎذ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑـﻜـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺸــﺮﻳــﻌــﺔ ﻓــﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﻗـــﻄـــﺮ: إﻧـــﻨـــﺎ إذا ﻧـــﻈـــﺮﻧـــﺎ ﻓـﻲ ﻣﻘﺼﺪ ﺧﻠﻖ اﻹﻧﺴﺎن ووﺟﻮده ﻧـــﺪرك أن ﻣــﻦ ﻣـﻘـﺎﺻـﺪ ﺧﻠﻖ اﻹﻧـــﺴـــﺎن ﱠاﻻﺧــــﺘــــﻼ

َف، ﻓﻨﺤﻦ ﻣــﺨــﻠــﻮﻗــﻮن أﺻــــﻼ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﺣــﺘــﻰ ﻳــﺘــﻌــﺮف ﺑــﻌــﻀــﻨــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺑﻌﺾ، ُﻣﺸﻴًﺮا إﻟﻰ أﱠن اﻟﺒﻌﺾ ﻳــﻈــﻦ أﻧــــﻪ ﻛــﻠــﻤــﺎ ﻛــــﺎن ﻗــﺮﻳــﺒــﺎ ﻣﻦ ﺷﺒﻴﻬﻪ أو ﻣﻦ ﻟﻐﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ ﻓــﻬــﺬا أﺳــﻠــﻢ وأﻗـــﺮب، ﻣــــــﻊ أن اﻟــــﻌــــﻜــــﺲ ﺻـــﺤـــﻴـــﺢ، ﻣﺴﺘﺪﻻ ﺑﺄن اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ- أﻣــﺮﻧــﺎ ﺑﺘﻐﺮﻳﺐ اﻟﻨﻜﺎح ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن، وﻟﻜﻲ ﻧﺘﻌﺎرف ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﻮن.

وذﻫـــَﺐ إﻟــﻰ أﱠن اﻻﺧــﺘــﻼف ﺑﻴﻨﻨﺎ وﺑﻴﻦ اﻵﺧﺮ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻣﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﺎﻳَﺶ ﻣﻌﻪ ﻻ أﱠن ﻧﺘﻀﺎد، وذﻟـــــﻚ ﺑــــﺄن ﻧــﻌــﻴــﺶ ﻣـــﻊ ﻫــﺬا اﻻﺧــﺘــﻼف وﻳـﺴـﻌـﻰ ﻛــﻞ واﺣــﺪ ﻣـﻨـﺎ إﻟــﻰ أن ﻳـﻌـﺮف أﺧـــﺎه ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟــﺬي ﻗـﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑــﺎﻟــﻀــﺮورة أﺧــــﺎ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻳــﻦ، ﻓـــﺄﻗـــﻮى راﺑـــﻄـــﺔ ﻫـــﻲ راﺑــﻄــﺔ اﻟـــﺪﻳـــﻦ، وأوﺳـــــﻊ راﺑـــﻄـــﺔ ﻫﻲ راﺑﻄﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.

وﻗـــﺎل: ﻛﻠﻨﺎ ﻧـﺄﻛـﻞ وﻧـﺸـﺮب وﻧــﺘــﻌــﻠــﻢ وﻧــﺴــﻴــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺬه اﻷرض واﷲ ﻛـــﺮم ﺑـﻨـﻲ آدم ﺟــﻤــﻴــﻌــﺎ »وﻟـــﻘـــﺪ ﻛــﺮﻣــﻨــﺎ ﺑـﻨـﻲ آدم«، ﻟـــــﺬا ﻓـــﻜـــﻞ ﺑـــﻨـــﻲ آدم ﻣﻜﺮﻣﻮن ﻋﻨﺪ اﷲ -ﻋﱠﺰ وﺟﱠﻞﺑـــﻐـــﺾ اﻟـــﻨـــﻈـــﺮ ﻋــــﻦ اﻟــﺠــﻨــﺲ واﻟـــﻠـــﻮن واﻟــﻠــﺴــﺎن وأﻛــﺮﻣــﻬــﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ أﺗﻘﺎﻫﻢ ﻟﻪ.

وأﺿـــــــــــــــﺎف: ﻟـــــﺬﻟـــــﻚ ﻧــــﺮى اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺗﺰﻋﺠﻨﺎ ﻷﻧــﻪ ﻣﻦ ﻓﻄﺮﺗﻨﺎ أن ﻧﺘﻘﺒﻞ اﻵﺧـﺮ وأن ﻧﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ اﻵﺧــﺮ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺑــﻴــﺾ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺳﻮد ﺑﺪون ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة.