Al-Anbaa

أمّا قبل..

- أ.د. سليمان الشطي

عندما تقرأ لخليفة الوقيان يتوثب في داخلك عرق التفكير، يحثك على ان تفعل شــيئا، يحفــزك، والحي يحيك، كمــا يقول عامة الكويت، فصدقوا! نظرت في فهرست كتاب د.خليفة الوقيان «إبحــار مع القلم ـ مختــارات من كتابات صحافية» مخطوطا، فرأيت ما رأيت من تنوع في المــادة، ومتابعة حثيثة وواعية لقضايا اجتماعية وفكرية فيها ملامسة للواقع، طارحة وجهة نظر رفيعة في مستواها ومناقشاتها محكمة في حججها وأدلتها. لا اعجب ولا اتفاجأ، فأنا، وغيري كثيرون، عاصرنا د.خليفة الوقيان، وجاورناه زمنا جاء طيبا مثمرا، بفضله ومن معه، عرفناه باحثا يوضع في الصف الاول من الباحثين، جاءت كتبه لتمثل خطوة الى الامام، ولتنسج خيوط معرفتها بدقة وجدة وتفرد، بدءا من كتابه «القضية العربية في الشعر الكويتي » مرورا بكتابه «البحتري: دراسة فنية » وصولا الى دراســته الشاملة والقيمة «الثقافة في الكويت: بواكير ـ اتجاهات ـ ريادات ». وهو قبل هذا كله، بل وعلى الرأس والقمة، شاعر تربع في زاويته الخاصة التي تفرد بها حتى اضحى واحدا من اسماء اساسية في مسار التجربة الشعرية الكويتية وعربيا منذ مطلع الستينيات حتى ساعتنا هذه. أقول هو: خليفة عبدالله فارس الوقيان. ولد في الكويت عام 1941، تعلم في مدارسها، حصل على الليســانس في اللغة العربية بجامعة الكويت )1970 (، ثم الماجستير )1974 ،) فالدكتوراه من جامعة عين شمس في القاهرة 1980(.) لعب دورا مهما في تأسيس النهضة الثقافي فكرا ومؤسســات، فهو واستاذنا المرحوم احمد العدواني ومعهم نفر من صحبة كرام تحملوا عبء انطلاقة تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي مثل الموجة الثانية الكبيرة للانطلاقة الثقافية التي بدأها رواد الثلث الثاني من القرن العشرين. ورسخ حضوره، المشهود المحمود، في ساحة المجتمع الكبيرة، ادبيا سياسيا واجتماعيا وثقافيا بإنتاج ومؤلفات تمثل فيما ذكرنا آنفا من كتب، وقد توجت ايضا بأربعة دواوين شعرية هي: المبحرون مع الرياح، تحولات الازمة، الخروج من الدائرة، وحصاد الريح. وكان هذا الانتاج محل نظر وبحث ودراسة، وتم قبوله قبولا يليق به، ولايزال محل بحث ونظر، لذا رأيت في هذا الكتاب ثمة زاوية لو اضيفت لحققت فائدة مرجوة، تمثلت هذه الزاوية في حاجة الباحثين الى الاطلاع على الكتابات السابقة التي تناولت ادب وجهود خليفة الوقيان، ومعرفة مظانها. رأيت هذه الزاوية فاستأذنت، فإذن مشكور، ان اتبنى وضع هذا الكشــف المختار من دراســات تناولت انتاجه كي تعين القارئ، حين يرغب في التعرف على الرأي السابق في هذا الانتاج وخصوصا الجانب الشعري، وتســاعد الباحث القاصد لدراسته شاعرا وباحثا. وهذه الاشارات المختارة من كثير لم يتيسر استكماله، واذا لم تســتطع ان توغل في البحر، فغطسه عند شواطئه تشفي غليلا، وتسند باحثا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Kuwait