Al Masry Al Youm

» يكشف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيي­ن داخل معتقل «غامض»

المعتقلون مقيدون باستمرار ويتعرضون للتعذيب.. «مبلغون»: جردوهم من أى شىء إنسانى.. والضرب بدافع الانتقام وليس لجمع المعلومات ⏮«حماس»: معتقلات الاحتلال مسالخ بشرية تتجاوز «فظائع النازية».. وتستدعى «التوثيق دوليا»

-

حدث ذلك بدافع الانتقام، لقد كان عقابا على ما فعلوه )الفلسطينيو­ن( فى ٧ أكتوبر الماضى، وعقابا على السلوك فى المخيم.»

ولفت التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلى لم ينكر بشكل مباشر روايات عن تجريد الأشخاص من ملابسهم أو وضع حفاضات لهم، مشيرا إلى قول المبلغ إن ملابس المحتجزين تُعاد لهم بمجرد أن يقرر الجيش أنهم لا يشكلون أى خطر أمنى.

ولفت التحقيق إلى أن الأطباء فى تلك المؤسسة العقابية يقومون فى بعض الأحيان ببتر أطراف السجناء بسبب الإصابات الناتجة عن تقييد اليدين باستمرار، ونتيجة للإجراءات الطبية التى يقوم بها أحيانا مسعفون غير مؤهلين ما يكسبها سمعة بأنها «موقع جيد للمتدربين،» وحيث يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة المتروكة لتتعفن.

وأضاف: ظهرت بالفعل تقارير عن الانتهاكات فى سدى تيمان فى وسائل الإعلام الإسرائيلي­ة والعربية بعد احتجاج جماعات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية على الأوضاع هناك، مستدركا بأن هذه الشهادة النادرة من الإسرائيلي­ين العاملين فى المنشأة تلقى مزيدا من الضوء على سلوك إسرائيل وهى تشن حربا فى غزة. ولفت التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلى أقر بتحويل 3 منشآت عسكرية مختلفة جزئيا إلى معسكرات اعتقال للفلسطينيي­ن من غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضى، وهذه المنشآت هى: سدى تيمان فى صحراء النقب، بالإضافة إلى قاعدتى عناتوت وعوفر العسكريتين فى الضفة الغربية المحتلة.

وبعد اعتقالهم فى المعسكرات، يتم نقل الذين يُشتبه فى صلتهم بحماس إلى مصلحة السجون، بينما يتم إطلاق سراح الذين جرى استبعاد علاقاتهم بمسلحين إلى غزة، وفقا للتحقيق.

وقالت شبكة «سى إن إن» إنها أجرت مقابلات

مع أكثر من 10 معتقلين سابقين من غزة يبدو أنه تم إطلاق سراحهم من تلك المعسكرات، قالوا إنهم لا يستطيعون تحديد مكان احتجازهم لأنهم كانوا «معصوبى الأعين» خلال معظم فترة اعتقالهم ومنعزلين عن العالم الخارجى، لكن تفاصيل رواياتهم تتوافق مع روايات المبلغين عن الفظائع.

ونقل التحقيق عن الطبيب الفلسطينى محمد الران الذى يترأس وحدة الجراحة فى المستشفى الإندونيسى: كنا نتطلع إلى الليل حتى نتمكن من النوم، متذكرا احتجازه فى منشأة عسكرية، وأضاف أنها تحمل درجات حرارة الصحراء، التى تتأرجح من الحر نهارا إلى البرودة ليلا، موضحا: «ثم انتظرنا الصباح على أمل أن يتغير وضعنا.»

وأشار التحقيق إلى أنه تم اعتقاله فى 1٨ ديسمبر الماضى، وتجريده من ملابسه باستثناء القطع الداخلية، وتعصيب عينيه وتقييد معصميه، ثم إلقائه فى شاحنة من الخلف، حيث قال إن المعتقلين شبه العراة كانوا مكدسين فوق بعضهم البعض أثناء نقلهم إلى معسكر اعتقال بوسط الصحراء. وقال الطبيب محمد الران للشبكة إنه تم احتجازه فى مركز اعتقال عسكرى لمدة 44 يوما، وأضاف: «امتلأت أيامنا بالصلاة والدموع والتضرع، وهو ما خفف من عذابنا».

وبعد أسبوع من سجنه، أمرته سلطات معسكر الاعتقال بالعمل كوسيط بين الحراس والسجناء، وهو دور يُعرف باسم )الشاويش( أو )المشرف(، باللغة العربية العامية.

وقال «الران :» «جزء من تعذيبى كان قدرتى على رؤية كيف يتم تعذيب الناس، فى البداية، لا يمكنك النظر إلى ما يجرى. لا تستطيع رؤية التعذيب والانتقام والقمع». و أضاف: «عندما أزالوا العصابة عن عينى، استطعت أن أرى مدى الذل والإهانة استطعت أن أرى إلى أى حد كانوا ينظرون إلينا كحيوانات وليس كبشر».

وتم تأكيد رواية محمد الران عن أشكال العقاب التى رآها من قبل المبلغين عن المخالفات الذين تحدثوا مع الشبكة، حيث يُؤمر السجين الذى يرتكب «انتهاكا»، مثل التحدث إلى شخص آخر، برفع ذراعيه فوق رأسه لمدة تصل إلى ساعة، وأحيانا كان يتم ربط يدى السجين بسياج لضمان عدم الكف عن الوضع المجهد.

وهو ما يتطابق مع كلام «الران»: «بينما كنا مقيدين، أطلقوا العنان للكلاب التى كانت تتحرك بيننا وتدوس علينا، ستكون مستلقيا على بطنك، ووجهك ملتصق بالأرض. لا يمكنك التحرك، وهم يتحركون فوقك». وقال مبلغ آخر: «طلبوا منى أن أتعلم كيفية القيام بالأشياء على المرضى، وإجراء

إجراءات طبية بسيطة خارج نطاق خبرتى تماما»، موضحا أن هذا كان يتم فى كثير من الأحيان دون مخدر. وقال المبلغ نفسه إنه شهد إجراء عملية بتر لرجل أُصيب بجروح ناجمة عن الربط المستمر لمعصميه، وتتوافق الرواية مع تفاصيل رسالة كتبها طبيب يعمل فى سدى تيمان ونشرتها صحيفة «هآرتس» فى أبريل الماضى.

إلى ذلك أكدت حركة المقاومة الإسلامية )حماس( أن ما كشفه تقرير «سى إن إن» عن حالة التعذيب والوحشية التى يتعامل بها جيش الاحتلال «الصهيونى المجرم» مع المعتقلين من قطاع غزة، والذين يحتجزهم فى معتقلات سرية، لا تخضع لأية رقابة، ويرتكب فيها أبشع أشكال التعذيب والسادية التى لا يمكن للإنسانية أن تستوعبها، هو ليس سوى جزء ضئيل من الفظائع التى تُقترف بحق هؤلاء المعتقلين.

أوضحت الحركة، فى بيان لها أمس، أن هذا التحقيق مضافًا له الشهادات المروعة التى رواها من أُفرج عنهم مؤخرا، من تلك المعتقلات السرية، التى هى «أشبه بمسالخ بشرية تتجاوز جرائم وفظائع النازية، ليستدعى من المنظمات الحقوقية الدولية توثيق هذه الجرائم، ورفع الصوت عاليًا لفضح هذه الممارسات اللاإنساني­ة».

وقالت الحركة: «ارتكاب هكذا فظائع ليس مجرد إخفاق للمجتمع الدولى بكافة مؤسساته أو أنها وصمة عار فى جبين الإنسانية بل يتعدى إلى تهديد السلم الدولى عبر السماح لهؤلاء القتلة والفاشيين الإفلات من العقاب».

وأضافت: «نؤكد أن حقنا فى محاسبة هذا الكيان المارق لن يسقط بالتقادم، ولن تُمحى هذه الفظائع من ذاكرة الشعوب والأجيال»، مردفا: «سيأتى اليوم الذى يُحاسب فيه هؤلاء المجرمون على ما ارتكبوه بحق شعبنا وبحق الإنسانية».

 ?? ?? صورة مسربة لأحد المعتقلين وهو معصوب العينين
صورة مسربة لأحد المعتقلين وهو معصوب العينين

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt