Al Masry Al Youm

المرأة المصرية شاركت فى بناء الأهرامات!

رفع المصرى القديم المرأة لأعلى منزلة حيث اعتمد استقرار المجتمع المصرى القديم على إيجاد توازن ثابت ومعقول بين دور الرجل والمرأة المختلفين وقد لا يتفق هذا التوازن من غير شك مع نظرية المساواة بين الجنسين فى عصرنا الحالى.

- مصريات د. زاهى حواس يكتب:

أضاف الكشف عن مقابر العمال بناة الأهرامات، إلى الجنوب الشرقى من أهرامات الجيزة، صفحات جديدة لتاريخ مصر العظيم. ولعل أهمية هذا الكشف أنه يحدثنا عن حياة المصريين الذين بنوا الأهرامات وكيف عاشوا، وماذا كانوا يأكلون ويلبسون، لقد كشفت لنا هذه الجبانة عن تفاصيل مهمة عن علاقة الرجل بالمرأة فى الطبقات الوسطى والدنيا من المجتمع المصرى القديم. كما أن هذا الكشف أفادنا فى أمرين: الأول أنه أثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، فلا صلة لأية حضارة مفقودة بالأهرامات، وليس لليهود أيضا صلة ببناء الأهرامات. والأمر الثانى أن الأهرام بُنيت بالتقوى ولم تبنى بالسخرة بدليل أن الملك أفسح لقبور العمال مكانا إلى جوار هرمه. ولا سبيل للسخرة أن تبدع فى علم الرياضة والفلك والحساب والهندسة والعمارة. فيمكن للسخرة أن تبنى مبانى شاهقة، لكنها لا يمكن لها أن تبرع فى بناء الأهرامات وما فيها من إبداع وإعجاز.

لقد اتضح لنا من دراسة مقابر بناة الأهرامات أن معظم النساء قد دُفنّ فى مقابر مشتركة تجمع بين الرجل وزوجته فضلا عما أقيم لبعضهن من مقابر مستقلة وهى قليلة. ولقد عثرنا على مقبرتين لامرأتين نُقش اسم إحداهما «ربيت حتحور» على حوض صغير من الحجر الجيرى مخصص للقربان أمام بابها الوهمى. وكانت السيدة ربيت حتحور تعمل ك «كاهنة الإلهة حتحور.» وربما دلت هذه المقبرة على نساء غير متزوجات كان لهن نصيب فى المشاركة ببناء الأهرامات. وكان منهن من عملن فى سقاية العمال أثناء العمل، ومنهن العاملات فى

مصانع الجعة أو فى أفران خبز العيش أو مصانع تجفيف السمك أو فى مساعدة الأطباء فى إسعاف العمال المصابين أو المرضى. كذلك قامت النساء بحياكة ملابس العمال.

ويتضح من اسم السيدة ربيت حتحور أنها كانت مرتبطة بالإلهة «حتحور» إلهة الحب والجمال فى مصر القديمة والتى كان لها دور كبير جدا فى الدولة القديمة وعُبدت داخل المجموعة الهرمية، وعُثر على اسمها منقوش على المدخل الجنوبى لمعبد الوادى الخاص بالملك «خفرع» ونعتت بأنها «حبيبة خفرع». بالإضافة إلى وقوفها بجوار الملك «منكاورع»، حيث تمثل نفسها فى نفس مقام الملكة كزوجة وحبيبة وحامية وذلك ضمن تماثيل «الثالوث» الشهيرة الموجودة بالمتحف المصرى بالقاهرة، ومتحف بوسطن للفنون الجميلة والتى كشفها العالم الأمريكى «جورج رايزنر» عندما كان يعمل فى الجيزة فى بداية القرن الماضى. وكان للسيدات اللواتى يحملن لقب «كاهنة حتحور» دور دينى مهم حيث كن يقمن بالطقوس الدينية أمام مقاصير أو معابد أهرامات الملكات التى تقع فى الجنوب الشرقى للأهرامات. وكن يقمن بالرقص الدينى أمام هذه المقاصير لتخليد ذكرى الملكة زوجة الملك التى كانت تتشبه بالإلهة «حتحور» وقد كانت الملكة أو «حتحور» زوجة الملك الحى. ولم يكن اللقب قاصرا على زوجات الموظفين بل والعمال كذلك! حيث عثر فى الجيزة فقط على أكثر من 90 لقبا لزوجات الموظفين والأمراء يحملن لقب «كاهنة حتحور».

سيدة أخرى تسمى «نوبى» كانت مقبرتها أكبر نسبيا وتحمل لقب «كاهنة الإلهة نيت». وقد تبين

من جبانة الموظفين بالجيزة وجود نحو ستين امرأة تحمل لقب «كاهنة نيت». حيث لعبت الإلهة «نيت» أيضا دورا مهما فى الدولة القديمة بجوار الإلهة «حتحور». والحقيقة أن دور المرأة فى مصر القديمة كان من أسباب الاستقرار فى مصر القديمة، ولها الفضل الكبير فى بناء الحضارة المصرية القديمة. لقد شاركت المرأة فى بناء الأهرامات جنبا إلى جنب مع الرجل، ولم يكن دورها فقط داخل جدران منزلها كما يعتقد البعض.

لقد قمت بالكشف عن مقبرة لرجل يدعى «كاى حب» وزوجته «حب نيكاوس» وإلى جوار المقبرة، ثلاثة تماثيل فى نيشة صغيرة من ثلاث بلاطات حجرية فى وضع رأسى، يمثل أحد التماثيل الزوجة فى رداء حابك أبيض طويل وشعر مستعار مرسل حتى الكتفين، باسطة يديها على الفخذين، جالسة على مقعد مربع بسيط به موطئ للقدمين، على جانبى المقعد نقش اسمها. ويمثل التمثال الثانى زوجها واقفا فى نقبة قصيرة بشعر مستعار. أما التمثال الثالث الصغير فيمثل امرأة راكعة تطحن الحب فيما اصطلح عليه ب «تماثيل الخدم» وقد نحت هذا التمثال بعناية فائقة والمرأة عارية الصدر تستر وسطها بما يشبه النقبة كالعادة فى أكثر تماثيل الخدم والأتباع عند العمل والحركة وتتخذ شعرا مستعارا مرسلا إلى أعلى الكتفين، معصوبا على الجبهة بأنشوطة، كما تحلت السيدة بقلادة بسيطة على صدرها. أما حجر الرحى فقد مثل على شكل قطعة مستطيلة وقد صبغ بلون أحمر تقليدا للجرانيت، مع بقعة صغيرة فى الوسط تمثل الدقيق.

وقد ثار التساؤل حول دور تلك التماثيل وأسلوب

لا يجب أن تأتى المساءلة على قادة إسرائيل فحسب.. إن أولئك الذين يعملون فى السياسة ووسائل الإعلام الغربية، والذين سهّلوا وأضفوا الشرعية على هذه الجريمة ذات الأبعاد التاريخية يجب أن يخضعوا للمحاسبة أيضًا.

لا يمكننى على الإطلاق تجاهل مغزى ودلالة الجريمة البشعة التى ارتُكبت فى الأسبوع الماضى بمدينة شبرا الخيمة.. إنها جرس إنذار! وبمثل ما ننتظر كلمة النيابة العامة فى تلك الواقعة، فإنها توجه أنظارنا لظواهر ثقافية واجتماعية وتعليمية طال إهمالها، وحان وقت الالتفات إليها! اللعب بالأصوليات متاح لإيران كما هو متاح لغير إيران. من يعتقد أنه يستطيع إشعال النار والبقاء آمنًا فهو واهم. #تعقلوا.

أوين جونز )كاتب بريطانى(

أسامة الغزالى حرب )سياسى مصرى(

بيتر جيرمنوس )قاضٍ لبنانى(

الثلاثاء ٢٠٢٤/٤/٣٠ - السنة العشرون - العدد ٧٢٦٠

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt