Al Masry Al Youm

الحياة تعود ل«قرية الأشباح» بإنجلترا بعد وفاة أحد سكانها المهجّرين

طلب دفنه هناك بجوار والده

-

كتبت- رضوى فاروق:

رغم أن «قرية الأشباح» الموجودة فى إنجلترا تم إخلاؤها فى الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا عام 1943، إلا أن شخصا كان يسكنها اشترط أن يدفن فيها، نظرًا لما قضاه من أيام وقت طفولته وشبابه فيها. وبالفعل عند وفاته عن عمر يناهز 87 عامًا، تم دفنه بالقرية لتدب الحياة فيها مرة أخرى لدقائق أثناء الدفن الذى حضره عشرات، لتعود بعدها «جثة هامدة» كما كانت.

القرية الموجودة فى ويلتشير، تم إخلاؤها من قبل قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، لإفساح المجال للتدريبات العسكرية، ولم يسمحوا بعدها للقرويين الذين كانوا يسكنونها، بالعودة، باعتبارها جزءًا من منطقة تدريب تابعة للجيش.

من وقتها، إذا أراد أحد زيارة القرية - التى لقبت بعد ذلك ب«قرية الأشباح»- يتعين عليه أخذ إذن من وزارة الدفاع. لذلك كان حدث دفن الرجل الذى يدعى راى ناش، فى باحة الكنيسة بجوار قبور أفراد أسرته الآخرين بمن فى ذلك والده، نادرا واستثنائيا.

وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، يقول نجله الذى يدعى كلفن ناش، 63 عامًا، إن والده «راى» كان يريد دائمًا أن يُدفن مع والده فى القرية.

وعن قصة الأب، يقول الابن إنه ميكانيكى سابق للمهندسين الكهربائيي­ن والميكانيك­يين الملكيين، وعاش بالقرية مع والدته بعد وفاة والده فى عام 1936.

على الرغم من أنه بالكاد يتذكر الوقت الذى قضاه هناك، فقد شعر دائمًا بالانجذاب إلى المكان الذى عاش فيه الأب، حيث كان يزور الموقع كل عام ويتذكره كلفن.

حضر حوالى 110 من المعزين لتقديم التعازى، ويوضح نجل الراحل: «أعتقد أن آخر جنازة شهدتها القرية كانت منذ حوالى عشر سنوات، لذلك أتوقع أن والدى ربما يكون آخر شخص يدفن هناك على الإطلاق».

هذا، وأظهر آخر إحصاء مسجل للقرية، فى عام 1931، أنه كان هناك 152 شخصًا فقط يعيشون هناك. وفى الحرب، تلقى السكان خطابًا يأمرهم بالخروج من منازلهم فى موعد أقصاه 17 ديسمبر 1943، وبعد ذلك لم يُسمح للسكان المحليين بالعودة، لأن المكتب الحربى - الذى أصبح الآن وزارة الدفاع - اشترى الأرض التى كانت فيها القرية، وهذا يعنى أن سكانها كانوا مستأجرين فقط.

فى يناير 1961، كانت هناك احتجاجات ضد الإخلاء، حيث قام 2000 شخص بخرق الأمن فى محاولة لاستعادة القرية. وبعد حوالى عقد من الزمان، تم الاستماع إلى أدلة فى لجنة أراضى الدفاع بشأن عودة القرية، ولكن تقرر أن الأرض «مفيدة جدًا» للجيش بحيث لا تبرر التخلى عنها.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt