Al-Akhbar

إعالم السم فى العسل!

- محمد درويش

فى سبعينات القرن املاضى وعندما كانت الرغبة األولى فى استمارة التنسيق هى «كلية اإلعالم» وأعيننا على قسم صحافة كتخصص يبدأ من السنة الثالثة، كانت الــدراســ­ة على أيـــدى نخبة بـدايـة مـن د.إبـراهـيـم إمـام مؤسس الكلية مــرورا بالدكاترة مفيد شهاب وحامد ربيع وعز الدين فودة ونهاية بأستاذ األجيال الراحل جالل الدين احلمامصى وغيرهم من القامات التى ال تتسع السطور الستيعابها.

تعلمنا من هؤالء قيمة الكلمة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، وتعلمنا منهم أن القارئ واملستمع واملشاهد يجب أن يكونوا نصب عني صاحب الرسالة اإلعالمية، وحتت هذه القيم واملثل التى تربينا عليها مع التعلم والتعليم كم ضحينا بانفرادات نطلق عليها السبق فى عرفنا الصحفى رغم أننا كنا األحوج إليها خاصة فى بدايات املشوار املهنى، وكانت التضحية حرصا على القيم التى زرعها فى وجداننا أساتذة عظام.

شريط ذكريات يدور فى األذهـان وكاد يتجسد أمام العني وأنا أجلس أمام الفضائيات أتابع بعضها وحتى لو فاتنى منها شـىء أجـده على قنوات اليوتيوب ولم يعد تأثيرها فقط فى اللحظة التى كانت تبث فيها على الهواء، بل أصبحت فى أرشيف مواقع التواصل تطالعها ولو بعد سنوات بعيدة.

أتساءل ما الذى تريده قناة إم. بى. سى مصر، ما الذى تريده هذه القناة التى يخضع لسياستها هذا املذيع أو هذه املذيعة، حتديدا ما املطلوب عندما ترصد فى أحاديثهما ضربا فى مقتل للقيم واملبادئ التى متتد جذورها فى مجتمعنا وال يشذ عنها أحد إال ووجد من يتصدى له ويعيده إلى صوابه حتى لو لم تتمكن منه التشريعات القائمة.. مذيعة بهذه القناة تضرب قيمنا فى مقتل ومذيع يجعل الدنيا سوداء فى أعيننا ومذيع ال يبحث إال عن اثارة الفتنة الرياضية خاصة بني جماهير األهلى والزمالك.

ال أظن أن هؤالء يبحثون فقط عن الترند واحتالل القمة فى جدول املشاهدات ونحو مزيد من الدوالرات.

وإذا كنا نعرف قوى الشر ممثلة فى اإلرهاب املسلح، ونعرف قوى احلقد الذين يضمرون فى أنفسهم ما ال يعلنون والذين يكرهوننا ممثلني فى إعالميى قنوات فضائية تنتمى جلماعة أخـوان اإلرهـاب تبث من دول أوروبية.. فماذا تريد قناة تبث من مصر.. وملاذا االصرار فى بعض برامجها على هذه الرسائل؟

أهو السم فى العسل؟!

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt