برلمان لبنان بدون أكثرية
مكاسب مفاجئة للمستقلين.. وغموض حول موقف التحالفات الُمقبلة
بيروت - أف ب:
أعلن وزير الداخلية اللبنانى بسام املولوى أمــس الدفعة األخـيـرة مـن النتائج النهائية لالنتخابات النيابية الـتـى شـهـدت حتـوالت فـى املشهد السياسى مـع حتقيق املستقلني املعارضني املنبثقني عن احتجاجات 2019 مكاسب أكبر من املتوقع فى حني خسر حزب اهلل وحلفاؤه األكثرية موجها رسائل شديدة اللهجة ملعارضيه .
وأظهرت النتائج فوز لوائح املعارضة املنبثقة عن االحتجاجات بـ13 مقعداً على األقل فى البرملان اجلديد 12 منهم من الوجوه اجلديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أى مناصب سياسية لكنهم نشطوا خالل االحتجاجات ومن بينهم أســاتــذة جـامـعـة ونـاشـطـون بيئيون متـيـزوا بأسلوبهم املختلف عن أسلوب القوى السياسية التقليدية املهيمنة على الساحة السياسية فى لبنان منذ عقود.
ورغـــم احـتـفـاظ الـثـنـائـى الشيعى (حــزب اهلل وحركة أمـل) بكامل املقاعد املخصصة للطائفة 27( مقعدا) إال أن خسارات احللفاء وأبرزهم التيار الوطنى احلر بزعامة رئيس اجلــمــهــوريــة مـيـشـال عـــون لــن متكنهم من االحتفاظ باألكثرية. ولـم يتضح بعد العدد النهائى للمقاعد التى سيجمعها مع حلفائه، لكنه لن يتمكن من الوصول الى 65 مقعدا فى مقابل 70 مقعدا من إجمالى 128 فى البرملان املنتهية واليته. فى حني حقق حزب القوات املسيحى خصم حزب اهلل 19 مقعدا بحسب النتائج النهائية .
وتشير النتائج إلــى أن الـبـرملـان سيكون مشتتا، من دون أكثرية واضحة، األمر الذى قد يزيد من شلل البالد التى تعانى أصال
من أزمـة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ أكثر من سنتني. ومن أولى مهام املجلس النيابى اجلديد انتخاب رئيس له ثم تبدأ املهمة األصعب بتشكيل حكومة. ومن غير املعروف شكل التحالفات املقبلة خاصة للمعارضني اجلــدد الذين يطالب العديد منهم بتوحيد الـسـالح بـني أيــدى اجليش ويـركـزون جميعا على تطوير النظام وإصــالح القضاء، وبناء املؤسسات بعيدا عن احملسوبيات والطائفية.
من جانبه، وجه حزب اهلل رسائل شديدة اللهجة للمعارضني وقال رئيس كتلته النيابية محّمد رعد أمس لقناة املنار «نتقّبلكم خصوًما فى املجلس النيابي، ولكن لن نتقّبلكم دروًعا لإلسرائيلى ومن وراء اإلسرائيلي.» وأضاف «انتبهوا خلطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم.. ال تـكـونـوا وقـــودا حلــرب أهـلـيـة.» وأحـرقـت مجموعة مــن أنــصــار حـــزب اهلل مــا يعرف بـ»قبضة الثورة» التى كانت عبارة عن لوحة ضخمة أقيمت فى ساحة الشهداء فى وسط بيروت. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه اجلـيـش اإلسـرائـيـلـى إســقــاط طــائــرة بــدون طيار تابعة لـ«حزب اهلل» تسللت من األراضى اللبنانية .
وفى وقت سابق هّنأ السكرتير العام لألمم املّتحدة أنطونيو جوتيريش اللبنانيني على االنتخابات مشيراً إلــى أّنــه «ينتظر بفارغ الصبر أن تُشَّكل سريعاً حكومة جامعة» فى البلد الغارق فى أزمة اقتصادية خطيرة.
من جهة أخرى شهدت الليرة اللبنانية أمس انخفاضا كبيرا فـى قيمتها مقابل الــدوالر فى السوق السوداء حيث تـراوح جتاوز سعر الدوالر حاجز الـ30 ألف ليرة مما أدى الرتفاع أسعار احملروقات بشكل كبير.