Al-Akhbar

تسونامى الغرب و«السوشيال ميديا»

-

املصريون شغوفون بالغيبيات فتراهم من أكثر الشعوب مبـتـابـعـ­ة احلــــظ واألبـــــ­ــراج وتـــوقـــ­عـــات الـــســـن­ـــوات وذلــــك ألن العاطفة هى التى تغلب عليهم وليس التفكير العقانى ألن املجتمعات األقل حداثة وتطورا هى األكثر جلوءا للغيبيات والعرافني، فالعاطفيون يتجهون دائما إلى التخيل وليس السبب فى هذا اجلهل وعدم التعليم ولكن ذلك لعدم املعرفة واالجتاه للغيب إلراحة النفس من القلق واخلوف من الغد ويحمينا من هذا اإلميان القوى والتمسك بالعقائد الدينية من الوقوع فى فخ «التوقعات والتكهنات» .

فخ نصبه البعض لنا فى األيام املاضية وأثرته «السوشيال ميديا» ومشت خلف الكذبة اجلذابة املواقع اإللكتروني­ة و برامج «الـتـوك شـو» على الفضائيات لرصد وتصديق بأن متثال «أبو الهول| أغمض عينيه مدعني أن ذلك ملرور اإلله «حــــورس» أمـامـه وانـتـشـرت التعليقات املـصـدقـة والـسـاخـر­ة وحسمها أحد األثريني بان ما حدث وهم وخرافة ورغم ذلك فقد وجدت أحد العاملني يسألنى أمس عن ذلك ويسخر من رأيى قائا حتى الفيديوهات كذب فلم أعلق.

أصبت بحالة من الذهول وأنا أسمع وأشاهد هذا الكام باستخدام «الفوتوشوب «فنقص املعلومات وتوضيح املواقف يـثـيـر دائــمــا اخلـــرافـ­ــات ويـجـعـل األرض ممــهــدة للشائعات واألكـــــ­اذيـــــب.. وحــســنــ­ا فــعــل رئـــيـــس الـــــــو­زراء عــنــدمــ­ا حتــدث باحلقائق واألرقـــا­م باملؤمتر الـذى عقده هـذا األسبوع عما مت اتخاذه من إجـراءات ملواجهة األزمة الروسية األوكرانية وعن املشروعات القومية والهدف منها فالعالم شهد بتعاملنا اجليد واالحترافى مع «كورونا» وحتقيق معدالت إيجابية وان ذلك نتيجة للمشروعات التنموية التى حققت انطاقة كبرى لاقتصاد وحققت أعلى معدالت للصادرات وقفزة هائلة فى معدالت النمو واإلبقاء على تصنيفنا االئتمانى وان اقتصادنا قادر على عبور األزمة اجلديدة .. فا يستطيع أى خبير عاملى أن يتوقع ما سيحدث وشكلنا خال عام فعدم اليقني يسيطر علينا و» محدش عـارف بكرة هيحصل فيه ايـه» فنحن فى أزمة لم يشهدها العالم منذ 80 عاما.. أمتنى أن تزول الغمة وتنجح اإلجراءات التى اتخذتها احلكومة فى زمن األزمات املدمرة ..وتعود األسعار لانخفاض والعودة للمعدالت العادية فخطوات قليلة للبقال أو اجلـزار أو حتى ألى سوق شعبى سيعرف أن األسعار نار وتضاعفت أكثر من مرة وانك مهما اتخذت من خطوات أسرية لتقليل أو احلد من الصدمات ستخور قوتك وسترضخ لأزمة التى صنعها الشرق والغرب والمست أثرها وتداعياتها شعوب العالم الثالث التى تصارع للخروج من حزام الفقر.. فاحملاور التى عرضها «مدبولى» نــقــاط شـــديـــد­ة األهــمــي­ــة كـــان البـــد مـــن إعــانــهـ­ـا لــكــى يعى املواطنون كيفية حتركنا حيال األزمة لتعزيز نشاط القطاع اخلاص والعمل على زيادة توطني الصناعة وخفض الدين العام وعجز املوازنة واملضى قدما فى احلماية االجتماعية وتوفير السلع األساسية..كل ما أمتناه أن ينقذنا اهلل من تسونامى الغرب ونعود إلى حياتنا الطبيعية .

 ?? طاهر قابيل ?? mmkabeel@yahoo.com
طاهر قابيل mmkabeel@yahoo.com
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt