Al-Akhbar

حـــوار وطـــن

- صالح الصاحلى أحياء عند ربهم يرزقون

ال أعلم ملاذا الشماتة فى أحداث مأساوية تصيب الوطن من أعدائه املتربصني بـه: ومـا هو الوجه اإلنسانى الذى يرتدونه.. وملاذا التشكيك الدائم فى كل إجناز أو حتى فى كل خطوة إيجابية؟.

إذا كان لنا خيرا كانوا أول املتشككني من جــدواه وإذا كان شرا يقفون وراءه محركني وصانعني ومتآمرين يقيمون احلفالت ويوزعون كاسات الفرح.. حزب الشر وأعداء الوطن ال يكفون عن احلديث طوال الوقت.. يجتزئون التصريحات وميسكون بأطراف الكالم مهللني لزعزعة أمن واستقرار البالد.. فال تفوتهم أى فرصة إال وجتدهم يطلون برءوسهم ولسانهم املر علينا.. واصبحو يتحدثون مع أنفسهم فى غرف مغلقة ال يسمعهم فيها غيرهم ومـع ذلـك يكملون املسيرة املشبوهة وإذا ما دعى حلوار وطنى تلتقى فيه األطراف لدعم املسيرة السياسية يجلس على طاولته كل وطنى محب لتراب هذا الوطن.. جتدهم يحلمون باالشتراك فيه وينسون أنهم إرهابيون محرومون حتى من دفن جثثهم فى تراب الوطن الطاهر.. ثم يعودون ويشككون فى جدوى هذا احلوار الذى متنوا باألمس القريب أن يكونوا طرفا أصيال فيه على طريقة «يا فيها يا اخفيها»..

يشوهون الصورة املشرقة للوطن الذى عبر بسالم مرحلة انتقالية كانت فيها البالد شبه دولة.. وكان اجلميع محرومني حتى من السير فى الشوارع آمنني مطمئنني.. وأصبح الكل مهدداً فى سربه وهـم يلوحون مبيليشياته­م التى ستحيل الـبـالد لبحور مـن الـــدم.. وتـآمـروا على أبنائنا مـن رجـال اجليش والشرطة الذين نحتسبهم عند اهلل شهداء.. ومع ذلك يشمتون فى شهدائنا وينسون أنهم صانعو اإلرهاب.. وينسون أو ينكرون أن الشعب املصرى لن ينسى من أراق دم أبنائه الطاهر.. فأى حديث يدلون به وبأى منطق سمحوا ألنفسهم بأن يحلموا أن يكونوا طرفا ألى حوار من قريب أو بعيد.. أال يعلمون أن الشعب املصرى بترهم من جسده وطهره ولفظ بهم خارجه.. أو مبعنى آخر أنتم من فررمت كالفئران ودخلتم فى جحور لكم فى اخلارج.. تطلون علينا من أبواقكم املأجورة مدفوعة الثمن مقدما لتفسدوا على املصريني فرحتهم بكل إجناز دفعوا ثمنه عرقاً وجهداً ودماء من أغلى ما ميلكون، ليكن لنا نصيب يف رحلة إصالح لن تأتى من فـراغ.. الكل فيها دفع الثمن وخرج فى مليونيات يلفظهم ويواجه املوت بصدر رحب بعدما ذهبت البالد فى عهدهم للجحيم.. كل مصرى أدرك أنهم خونة والغريب أنه

مازال لديهم أمل حتى اآلن.. فال يرون ما حتقق فى البالد من إصالحات اقتصادية وسياسية واجتماعية وأن البالد فى حالة من الصمود واالستقرار ال ينكرها إال جاحد.. نعانى نعم نعانى.. لكنها معاناة البناء وليست معاناة الهدم والتشريد التى تعانى منها معظم دول املنطقة التى يحيون فيها على جثث أبنائها.. لكن املصريني من اليقظة ما جعلهم ال يقدمون على حب الوطن أى شىء آخر.. الوطن فى املقدمة وحتى النهاية وأى شىء يهون بعد ذلك..

بالدنا تتعرض لصدمات مثل باقى دول العالم التى تتعرض لتداعيات اقتصادية تختلف وطأتها من بلد آلخر حسب قوة اقتصادها حيث أكـدت الشهادات الدولية لصندوق النقد الدولى وغيره بأن اقتصادنا أصبح حائط صد للصدمات يقاوم التداعيات ومازال يقف على قدميه وذلك مبا اتخذته وتتخذه الدولة من إجــراءات كاشفة يشترك فيها كل أبناء الشعب بتحمل وصبر.

يشيعون أن البالد على وشك أزمة اقتصادية كبيرة وعلى وشك االنهيار وغير قادرة على سداد التزاماتها.. أقول لهم كيف هذا وهى تقوم بصرف الرواتب واملعاشات مبواعيد مبكرة وبزيادة للحماية االجتماعية.. واستطاع البنك املركزى اجتذاب أكثر من ٠٠٥ مليار جنيه كشهادات بعائد ٨١٪.. ورغم ذلك يشككون فى متانة القطاع املصرفى املصرى كما سبق لهم أن شككوا فى شهادات قناة السويس التى حصل العمالء على أموالهم بالفوائد الكاملة مع حتسن الوضع االقتصادى وفى موعدها.. يشككون فى حجم الديون على مصر أقول لهم إنها بحسبة بسيطة ما حجمها مقابل حجم الناجت احمللى.. إنها فى احلدود اآلمنة ومصر تسدد األقساط بانضباط شديد.. وكل الشهادات الدولية تؤكد استقرار الوضع االقتصادى للبالد حاليا وبنظرة مستقبلية مستقرة مع توقعات مبعدالت منو جديدة.. يعيبون علينا املشروعات التنموية التى أحـالـت الـبـالد لوجه حـضـارى يحلم بـه كل شخص غيور على بالده، بعد ما كان يحلو للقنوات األجنبية أن تلتقط الصور املسيئة للمشاهد العشوائية واملكتظة بالسكان فى قلب القاهرة.. واآلن كل محافظات اجلمهورية تتزين للجمهورية اجلديدة فى مشروعات حياة كرمية.. الكل يحصل على النصيب األوفر ال فرق بني صعيد ووجه بحرى وال ريف وال حضر للكل نصيب من ثمار التنمية.. وأصبح لدينا أكثر من ٤١ مدينة ذكية نتباهى بها وشبكة من الطرق والكبارى وفق أفضل مواصفات عاملية.. ومشروعات قومية تنموية كل حلم أهل الشر أن يتوقف العمل بها وتهدر األموال التى أنفقت عليها.. على الرغم من أن هذه املشروعات وجه تنموى وتولد فرص عمل للمصريني فى نفس الوقت وحترك االقتصاد الذى عانى الركود لسنوات عديدة.

فلم تقع القيادة السياسية فى فخ مواجهة املكائد، ولم تسمح لهم باستنزاف مـوارد الدولة فى هذا اإلجتــاه، كما لم تسمح بشل حركة االقتصاد، فكانت يد حتارب وأخرى تبنى.. وأصبح الهدف مضاعفة اإلنتاج والدخل القومى.. واإلصالح الشامل فى التعليم والصحة فى مشروعات يعزف عنها القطاع اخلاص.. فهى غير هادفة للربح ولكن الدولة تأخذها على عاتقها لتوفير حياة كرمية للمواطنني فأصبحت احلياة الكرمية هى عنوان فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أخذ على عاتقه أال يهان مصرى.. فأنفقت املليارات لتحسني جودة احلياة فى كل املجاالت.. وإحقاقا للحق فلنعد بذاكرتنا إلى ما كانت عليه البالد من الفوضى واالنـفـال­ت األمنى فى أعقاب ثــورة يناير ١١٠٢ ومـا تبعه خالل فترة حكم اإلخــوان من تـدن لكل اخلدمات املقدمة للمواطن وأزمة انقطاع الكهرباء التى دفعت بالقادرين لشراء املولدات الكهربائية.. ثم تأزمت األمور أكثر مع أزمة الطاقة وعدم توافر العملة النقدية الستيراد احتياجات البالد من البنزين والسوالر وحتى السلع األساسية.. اآلن أصبح لدينا فائض من الغاز الطبيعى.. وأنفقنا ٠٨١ مليار جنيه إلنشاء محطات توليد وجتديد شبكات توزيع الكهرباء فى أنحاء البالد.. وأصبحنا نصدر الطاقة الكهربائية.. البالد تتعافى فى مؤشرات وحقائق.. وقارب احللم على التحقق بإطالق الرئيس للحوار الوطنى والدعوة إلصالح سياسى بأيد وطنية من جميع أنحاء البالد.. وعلى الرغم من األزمة االقتصادية العاملية إال أن القيادة السياسية التى اعتادت على اقتحام كل املشكالت وال تتقيد سوى بالصالح الوطنى أصرت على إجراء هذا احلوار وبدعم من الرئيس شخصيا.. وال يسمح بوجود خصوم أو أعداء الوطن فهم لم يدعوا فى األساس ولن تتم دعوتهم مستقبال.. فال يقبل أى مصرى من يريق دم أبنائه.. فهو حوار للدولة املصرية الوطنية وميثل كل الطوائف التى تشمل كل مواطن على أرض مصر.

احلوار لم يعلن أجندة مسبقة قصيرة له.. ولم يكن دعوة أطلقت لتحقيق شو سياسى.. فالبالد ليست فى أزمة حتتاج معها لفرقعات فى التصريحات لتهدئة األجـــواء وحتقيق مكاسب زائفة.. البالد بفضل اهلل استقرت وأصبحت مهيأة حلـوار سياسى هـادئ تعتمد مخرجاته على الصالح العام وال تنفرد به فئة أو حزب أو فصيل سياسى.. الكل يدرس ويتدارك ويتهيأ للمرحلة اجلديدة للجمهورية اجلديدة التى تولد بحق من خضم صعوبات وحتديات مـرت بها البالد ولكنها أبت التعثر أو التأجيل رغم ما نعانى منه.

بالدنا بخير والشعب الطيب بخير.. وستكون احتفاالت يونيو املجيدة هذا العام بثوب جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مصنوعاً بعرق وجهد وتضحيات تفتح صفحة جديدة من تاريخ الوطن.

ما أشبه اليوم باألمس.. يغتالون زهـرة شباب الوطن فى أول أيام العيد وهم يقفون يحرسون بواباتها الشرقية.. فاألمس ال يبعد عنا كثيرا فى فترة حكم اإلخوان اإلرهابية اغـتـالـوا جـنـودنـا الـصـائـمـ­ني قـبـل أن تبتلع أفــواهــم متر اإلفـطـار.. سفاحون ال يعرفون سـوى الــدم، ينتقمون من أبنائنا جميعا، فكل بيت مصرى له ابن يقضى فترة اخلدمة العسكرية وسـام الشرف على صـدر كل الـرجـال.. لكنهم من اخلسة ما جتعلهم يعكرون صفو أعيادنا، فقبلها كانت فرحة املصريني بنصرهم بإزاحتهم وطردهم من حياتهم وتوثيقها فى ملحمة مسلسل االختيار الذى كشف كل حيلهم وأالعيبهم وعـاش املصريون معه ذكـرى بطوالت ما فعلوه باخلونة، بل أرادوا أيضا أن يفسدوا فرحة املصريني بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى الذى يؤسس ملرحلة جديدة من اإلصالح السياسى يعلمون أنهما خارجه. بل أكثر من ذلك أرادوا أن يشوهوا اجلهود التى بذلت على مـدار الثمانى السنوات املاضية إلعـالن سيناء خالية من اإلرهـاب واالستعداد إلعـادة أهالينا إليها.. لكن املصرى لديه من الوعى ما يدرك أنها محاوالت لن تنتهى ولن تشوه الصورة اجلميلة التى حتمل فى طياتها نصراً وظفراً مبا حققناه.. فمصر الدولة الوحيدة التى قضت على اجلماعة اإلرهابية فى مظاهرة شعبية مليونية.. ولن جتدى الشماتة فى أى حــادث إرهـابـى يصيب البالد فمصر دولــة كبيرة ومعرضة فى أى وقت له.. وستتوقف هذه احلـوادث متى تخلينا عن حجمنا الذى يناطح السحاب.. ستظل البالد شجرة مثمرة ال يؤثر فيها حجيرات تقذف بـهـا.. وفى النهاية «وال حتسب الذين قتلوا فى سبيل اهلل أمواتا بل

‪َِ ََّ َْ ْْ َِ ََ‬ أحياء عند ربهم يرزقون».

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt